بسم الله الرحمن الرحيم
إصدارات أدباء دوت كوم
موقع محترفي الأدب العربي
رفاق الخطر
سلسلة روايات من الخيال العلمي
يكتبها: محمد حمدي غانم
للتحميل، اضغط هنا:
http://www.odbaa.com/Refaq/Refaq.zip
- 1-
رعب الهرم الأكبر
رعب الهرم الأكبر ميت حي، وقاتل يطارده، وأشياء كثيرة بدون تفسير.. وفَتَيَانِ في ممر مخيف يتعرضان لفخاخ قاتلة.. يربط كلّ هذا معا، منطقة غامضة على مقربة من الهرم الأكبر. |
مقتطفات من الرواية
اقتباس:
تمتمَ وهو يمتصُّ رحيقَ السعادةِ من عينيها: - هل أنا مغرور؟ همهمتْ بلا وعي: - لماذا تقولُ هذا؟ - لأنّي أثقُ مقدّمًا ماذا ستكون إجابتُكِ. هَرَبت بعينيها، وهي تشعرُ بحريقٍ هائلٍ في وجنتيها وقلبِها. وملأتِ ابتسامةٌ لا متناهيةٌ كِيانَها كلَّه، وقلبُها يتمتمُ: - لا.. ليسَ مغرورًا على الإطلاق! |
اقتباس:
ولكن؟!.. لماذا هو ساكنٌ هكذا كالتمثال، ولماذا تغطّي الدماءُ وجهَه؟ |
اقتباس:
جاحظتين كانتا، عينانِ تتبعانِ رُوحًا تفيضُ إلى بارئِها. كَليمَتيْنِ كانتا، عينا (محمّد سعيد) وهما ترمقانِ رجلَه الصريعَ، الّذي وضعَه في الحجرةِ الزائفةِ بديلا لـ (مجدي)، ونفسُه تملؤها مرارةٌ هائلة. والممرّضةُ الّتي اكتشفَتِ الأمرَ، لم تكفَّ عنِ البكاءِ والصراخِ الهستيريِّ ولو للحظة. فبرغمِ أنّها اعتادَتِ الموتَ بحكمِ عملِها، حتّى صارَ لديها مجردَ رقمٍ يُنتقص، وسريرٍ يضافُ للأسرّةِ الشاغرة، إلا أنَّ ملامحَ الرعبِ على وجهِ الشّرطيِّ المسكين، والدمَ المنفجرَ من عنقِه المحترق، كانا كفيلينِ ببثِّ الرعبِ في نفوسِ أشجعِ الرجال. والغضبِ في نفسِ (محمّد سعيد)، الّذي قبضَ على مسدّسِه بقوة، وحرقَ أُرَّمَه غيظًا، وهو يهتفُ من بينِ أسنانِه: - أقسمُ أن أنكّلَ بذلكَ الحقير. |
اقتباس:
- كيف يجتمعُ النقيضان؟ - اجتماعَ الأجزاءِ في كُلٍّ مُكتمل.. اجتماعَ الحزنِ والفرحِ في قلبِ أبٍ يودّعُ ابنتَه ليلةَ عُرسِها.. يحزنُ لفراقِها، ويفرحُ لسعادتِها.. اجتماعَ التعبِ واللذّةِ في بدنِ عالِمٍ أرهقَه انحناؤه على مِجهرِه.. اجتماعَ المكسبِ والخَسارةِ في كلِّ يومٍ جديدٍ يمرُّ علينا، يُقرّبُنا من طموحاتِنا، ويقرّبُنا من الموت! - أمثلةٌ تَنِمُّ عن تأمّلٍ عميقٍ يا (أمجد)، ولكنّي أراها بعيدةً عن كلامِنا. - فماذا إذن عن اجتماعِ الخوفِ واللهفةِ والتردّدِ والحماسِ والحبِّ والكرهِ ـ في آنٍ واحدٍ ـ في قلبِ الجندي؟.. تناديه زوجتُه وأولادُه للحياةِ فيخافُ أن يخسرَها، وتناديه الحورُ العينُ فيتلهّفُ على الشهادة، ويخافُ على حياتِه فيتردّد، ويخافُ على دينِه وأرضِه وعرضِه فيشتعلُ حماسا.. وهو يُحبُّ ويدفعُه خوفُه على مَن يُحبُّ إلى كرهِ من يعتدي عليهم.. إنّ لحظةً من عمرِ جنديٍّ في المعركةِ تُلخّصُ الدنيا كلَّها. ضحِكَ (أشرف) قائلا باستمتاع: - للهِ دَرّك.. غَلَبتني. |
اقتباس:
صمتَ وأشاحَ بوجهِه، فسألته بتهيّب: - (مجدي).. حدّثْني الصدق: هل.. هل سيؤثّرُ كلامي هذا على حبّكِ لي؟ قال بجمود: - لا أريدُ الإجابةَ عن هذا السؤال. - [وقلبُها يضطرب] لماذا؟ - [متنهّدا] لأنّ هذا سيَزيدُك غرورا وعنادا. علَت وجهَها ابتسامةٌ مُشرقة، وهي تسألُه بدلال: - تُنكِرُ أنّكَ معجبٌ بعنادي؟ |
اقتباس:
بل ينظرُ الإنسانُ للموتِ كأنّه يَطالُ الآخرينَ فقط، أمّا هو فلا! ينسى أنّه أتى عليه حينٌ منَ الدهرِ لم يكن شيئا مذكورا، وسيأتي عليه حينٌ من الدهرِ لن يكون شيئا مذكورا!.. يعيشُ في الدنيا كأنّه موجودٌ منذُ الأزلِ ومخلّدٌ إلى الأبد.. مع أنَّ وعيَه يذهبُ عنه كلَّ يومٍ حينَ ينام، ولولا الأحلامُ لكانَ نومُه موتا! بل إنَّ وعيَه يتسرّبُ منه حتّى في يقظتِه، فينسى الكثيرَ مما مرَّ به من الأحداثِ القريبةِ والبعيدة، بينما هو يَختالُ بعقلِه وعلمِه وخبراتِه المزعومة، ويدّعي قدرتَه على فهمِ أيِّ شيءٍ والحكمِ على كلِّ شيء! ولأنّه ينسى، فهو ينسى أنّه ينسى.. وينسى أنّ هناكَ من لا ينسى.. وينسى أخطاءه وهناك من أحصى.. وينسى أنّه سيموتُ ويَبلى.. وحينما يتذكّرُ الموتَ فهو مجرّدُ حُلمٍ بعيدٍ مشوّش، لا يأتي أبدا إلا للآخرين.. يخصُّ منهم الأبعدين، فإذا طالَ الأقربينَ كان له ذهولٌ وعجزٌ عن التصديق، وكأنّه شيءٌ لا مثيلَ له في التاريخِ كلِّه! عجبًا لهذا اليقينِ الذي لا يكادُ يوقنُ به أحد! |
اقتباس:
- ومَن صنَع شيئا كهذا؟.. وأيُّ تقنيةٍ هذه التي تجعلُ كتلةً من العظامِ تتحرّكُ بكلِّ هذه الكفاءةِ والقوّة؟ نهضَ (أمجد)، وصوّبَ مصباحَه إلى الأمامِ قائلا: - هذا ما سنعرفُه في نهايةِ هذا الممرّ. - [بسخريةٍ مُحبَطة] إن كانت له نهاية! |
اقتباس:
رفعَ القائدُ الأمريكيُّ حاجبيه وقالَ بسخرية: - تريدُ تولّي قيادةِ حاملةِ طائراتٍ أمريكيّة، وأقصى ما كانَ تحتَ إمرتِك يوما بضعُ قطعٍ بَحريّةٍ صغيرة؟ بادله اللواءُ (عمر) السخريةَ قائلا: - العِبرةُ ليست بالحجمِ ولا بالتقنية.. ألم تسمعْ من قبلُ عن دولٍ عظمى أركعَتها شعوبٌ حافيةٌ جائعة؟[1].. بخلافِ هذا، البحريّةُ المصريّةُ أبلَتْ بلاءً حسنًا ومُشرّفًا في معاركِها ضدَّ ربيبتِكم إسرائيل.. لعلكَ تذكرُ بعضَ عملياتِنا! |
اقتباس:
سبحانَ الله.. أليسَ هو القائل: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا".. فربطَ سبحانَه بينَ البعثِ ومراحلِ خلقِ الجنين، ليلفتَ نظرَنا إلى أنَّ من اليسيرِ عليه إعادةَ تكوينِ الإنسانِ من مادتِه الوراثيّة، بنفسِ الكيفيّةِ التي أنشأه بها أوّلَ مرّة.. وهذا ما أكّدَه سبحانَه بقوله: "كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ"، وقولِه: "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ" وقولِه: "أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ، قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ".. فسبحانَ الله، ما أسهلَ أن يحفظَ بعلمِه وقدرتِه تفاصيلَنا الوراثيّة، وهي التي تحتويها نواةُ خليةٍ لا تُرى بالعينِ المجرّدة! |
اقتباس:
وانطلقَ يعدو فجأةً، و(مجدي) يمدُّ له يدًا ويهتفُ به: - أسرعْ.. أسرعْ يا رجل. ولكن قبلَ أنْ يصلَ إليهما، دوّى انفجارٌ مهول، أحالَ المكانَ إلى جحيمٍ حقيقيّ! آخرُ ما رآه (مجدي)، كتلةٌ هائلةٌ من النيرانِ تندفعُ نحوَه، ومعها د. (صالح). |
- 2-
الفارس الأسود
مقتطفات من الرواية
اقتباس:
تلفّت حوله بقلق.. كانت الرياح تشتدّ والرمال تزداد عنفا.. وفي ثوانٍ، كانت الرؤية تتعسّر وسط ثورة الرمال، فصاح في رجاله غير واثق من قدرتهم على سماعه: - انتَضُوا أسلحتكم.. هناك شيء ما يحدث. |
اقتباس:
الآن أدرك أيّ قوّة هي التي نواجه.. لم يكن ذيل قِطّ إذن، بل ذيل أسدٍ قُضاقضٍ جذبناه دون رَويّة، لنوقظه غاضبا من سبات عميق! |
اقتباس:
اقتباس:
وفهم العقيد (هاشم) على الفور ما يريد أن يفعله.. واضح أنه يريد أن يتيح للجنود فرصة للهرب، مضحيا بنفسه ببسالة تثير الدهشة! أثارت هذه الفكرة حميّة العقيد (هاشم)، فدمدم بحزم: - تريد الشهادة، وتظنّننا سنهرب نحن كالجرذان؟!.. محال! وانطلق يعدو نحوه مطلقا صرخة قتالية بدوره، مصحوبة بطلقات سلاحه. |
اقتباس:
استنفار عام.. كلّ إلى طائراته.. المدفعية والصواريخ على أُهبة الاستعداد. |
اقتباس:
قال د. (صالح) وهو يتأمّل ما حوله من دمار: - هذا المستشفى صار على حين غِرّة ساحة معارك طاحنة، فشهد في يومين متتاليين ما لم يشهده في تاريخه كلّه. |
اقتباس:
كيف لم تلاحظ عبر عمرك كلّه أنّ هذه النملة التي تَسِمُها بالحقارة ما زالت تحيا عبر كلّ تلك القرون، رغم كلّ ما واجه أجيالها من محن وكوارث وأهوال؟.. كيف نظرت لعمر نملة واحدة ورأيت موتها سخرية من سخريات الزمن، وغفلت عن أنّ أيّ نملة لم تتوقف للحظة لتستسلم للقنوط أو لهذه الأفكار العبثية، مواصلةً العمل بكلّ إصرار من جيل لجيل، لتضمن لنوعها الاستمرار؟ |
اقتباس:
سالت دموعها في صمت، فاكتسى صوته بالرقّة وهو يسألها بخفوت: - لماذا لم نعقد زواجنا حتّى الآن؟.. ويلي، أأظلّ عاجزا عن تجفيف هذه الدموع عن هاتين العينين الجميلتين؟ |
اقتباس:
سمع (أمجد) هذه العبارة فهوت على قلبه كخنجر مسموم، ولكنّه لم يتوقّف عن فحص الأجهزة التي أمامه، فقد كان مصير الملايين مرهونا بما يفعله في تلك اللحظة. |
اقتباس:
وفي نفس اللحظة، كان خصمه يحكم تصويب سلاحه، قبل أن يطلق صاعقة أعنف من سابقتها، انفجرت بدويّ، وأثارت زوبعة من رمال الصحراء. وعندما هدأ كلّ شيء، لم يكن هناك أيّ أثر للسيارة.. ولا لـ (مجدي)! |
- 3-
ضائعون
مقتطفات من الرواية
اقتباس:
- أنا رجل المخابرات هنا.. حريّ بي أنا أن أتولّى عملية الإنقاذ المستحيلة هذه. |
اقتباس:
وانتزع دُبلتها من إصبعه، وألقاها لتصطدم بها بعنف، وتسقط على الأرض في رنين جلجل في أذنيها كألف مدفع وألف قنبلة. وفي ذهول نقلت (سها) بصرها بينه وبين الدبلة، قبل أن تنحني ببطء جعلها أشبه بمومياء بُعثت لتوّها، لتلتقط الدُبلة وقلبها ينفطر، واعتدلت قابضة عليها كجمرة تُحرق قلبها، وهي تنظر لـ (مجدي) نظرة عدم تصديق، ارتطمت بنظراته الحادّة الباردة.. |
اقتباس:
أنّى لامرأة عشقت رجلا مثل (مجدي) أن تجد عنه بديلا؟.. أنّى لها برقّة ممزوجة بالحزم، وغرور يحويه الشغف، وتسلّط لا تستطيع تمييزه عن الحنان، واستبداد لا يقهر تميّزها، وطغيان لا إكراهَ فيه؟.. أنّى لها أن تجد كل هذا في رجل لتسمح لقلبها بأن يدّعي أنّه وجد لـ (مجدي) شبيها؟ |
اقتباس:
- ولماذا لن تستطيع النوم؟ - لو كنت تشعرين بمثل ما أشعر به لعلمتِ الإجابة.. يا لك من قاسية!.. ألا تتلهفين مثلي؟.. ألا تشعرين بمثل ما أشعر به؟ |
اقتباس:
- [مشاغبة] علمت، لدرجة أنّني ندمت أنّني في مراهقتي لم أعلّق صورة زوجين من البلهارسيا على جدار حجرتي، لأتنهّد بحرارة وأنا أتأملهما كلّ يوم، وأدعو الله أن يرزقني رجلا في فروسية (عنترة)، وجنون (قيس)، وحنان ذكر البلهارسيا! |
اقتباس:
كلّ الهواء تنفّسه الناس لمرّات لا حصر لها، ولكنّنا لا نستغني عنه.. كلّ الطعام دار عبرَ السنين من جسد لجسد، فهل نتوقّف عن الأكلِ لذلك؟.. كلّ الأطفال يُبهجون آباءهم فهل ابتذل التكرار مشاعر الأبوّة والبنوّة؟.. ألن يخفقَ قلبك ويحلّقَ عندما تسمعين أوّل كلمة "ماما" تتلعثم على شفتي أوّل طفل يهبه الله لنا؟.. بل وألن يتكرّر ذلك مع كلّ طفل كأنّها المرّة الأولى؟.. هناك أشياء يا (سها) لا نزهدها مهما تكرّرت واستُهلكت.. إنّها ككلّ شيء في الكون، سابحة في فَلَك دائريّ، لا بداية له لتكون له نهاية.. والحبّ واحد من هذه المدارات، وكلّ كلمة فيه دورة جديدة في رحلته الأبدية، التي لا تعرف الكلل أو الملل. |
اقتباس:
- وضابط الشرطة (محمد سعيد).. أما من أخبار عنه؟ - اتصلتُ بقسم الشرطة ومنزله.. لكنّ أحدا لا يعرف أين اختفى منذ يومين.. ربما.... |
اقتباس:
- لو عدتَ لمنطق الأمومة والبنوّة، لفهمتَ سبب المشكلة.. أنا لا أجرّم مبادئك مهما كانت متطرّفة في المثالية، لكنّ شيئا كان ما كان لا يستطيع أن ينزِع ألم أمّ فقدت ولدَها. |
اقتباس:
وستكون هي مَن يحمل أبناءه إلى الحياة، وستُغرَوْرَقُ عيناها بالدموع وهي تضع بين يديه أول طفل يُشبهه، وتستمتع بالدهشة التي تملأ عينيه وهو يلتقط منها هذا المخلوق الصغير العجيب في قلق ممزوج بالفرحة، غير مصدّق أنّه قد صار أبا.. |
اقتباس:
- رحل؟ - رحل.. رحل بلا رجعة. واتسعت عينا (سعيدة) في ارتياع، وهي تضع كفّها على فمها لتكتم صرخة ألم هائلة. |
- 4-
الشبح
الشبح إنه يُبعث بعد أن ظننتَ أنه قد مات.. إنّه يثير المخاوف والآلام والشجون.. إنّه يشّوه الحاضر بفرشاة الماضي.. إنّه يحمل رائحة المقابر، ورجفة الظلام، وقلق الهواجس.. إنّه الشبح.. وهذه الرواية تقدمه إليك. مدّ يدا وقل مرحبا... لو كنت شجاعا بما يكفي! |
مقتطفات من الرواية
اقتباس:
تطايرت الشرارات نتيجة احتكاك السيارتين المتوالي، وإطاراتهما تطلق صريرا مزعجا، لا ريب أنّه أيقظ كل سكان حي المنيل في تلك الليلة. |
اقتباس:
الأمر كذلك فعلا يا صديقي، وهو يتطلّب يقظة هائلة.. في كلّ لحظة عليك أن تفتح عينيك جيدا.. عينا على عدوك، وعينا على صديقك، فأنت لا تعلم متى يقرّر أحدهما أن يبدّل مكانه فجأة.. إن ولاء الأشخاص قابل للتغيّر في غمضة عين، وثغرات النفس البشرية ما أكثرها!.. في عالم كهذا لا مكان إلا للمحترفين.. فقط المحترفين، فاللعبة قاسية للغاية ولا مجال فيها لأدنى خطأ! |
اقتباس:
لقد كان يتأمّل دُبلتَكِ التي رددتِها إليه.. كلّ ليلة كان يتأملها، لتكون آخر ما يُغمض عليه عينيه. |
اقتباس:
اقتباس:
ونظرت حولها في أرجاء المشرحة، فتراقصت الظلال في ناظريها على الإضاءة الخافتة، مما ملأ قلبها خوفا. |
اقتباس:
في كلّ مرّة تسيرين في أحد الشوارع آمنةً على نفسك، كنت أنا أخفض رأسي لتفادي رَصاصة من بلطجي. وفي كلّ مرّة تتدثرين بغطائك، مستمتعة بقراءة رواية أو الشرود في أحلامك، كنت أنا أعدو في البرد والمطر لأعتقل مجرما يُعِدّ لسطو مسلّح. وأيا كان ذلك الذي ستنعمين معه بذلك الأمان الظاهري، فإنه أنا من كان يصنعه.. بعيدا، وسط ليل المقابر والحانات.. حيث الخوف الذي يجب أن أواجهه، والخطر الذي عليّ أن أحميَكِ منه. |
اقتباس:
وحينما اندفعت (سعيدة) إلى الداخل، وجدت (هبة) متجمدة في رعب، وهي تحدّق في جثّة ملقاة على الأرض، وقد بدت مشلولة حتّى عن الصراخ. |
اقتباس:
لقد كانت الحياة سخيّة جدا مع هذا الصياد، لدرجة أن جعلته جزءا من هذا الأمر الجَلَل الذي سيغيّر تاريخ الكرة الأرضية كلها.. ماذا تعتقد فائدة الحياة له بعد ذلك؟ |
اقتباس:
بالنسبة لي، فقد كنت أطاردُ الموت كلّ يوم.. كلّ يوم أسخر من مخاوفي منه وأنقضّ عليه، لأنتزع الأمان والأماني لوطني وأهلي.. لكنّي لم أكن أتصور أن يتسلل الموت من خلف ظهري، ليقتنص مَن كنتُ أظنهما في مأمن منه!.. لكن ماذا أقول، غير "لا حول ولا قوّة إلا بالله".. وهل الصبر إلا عند الصدمة الأولى؟ |
اقتباس:
آخر ما رآه (محمد سعيد) بعينيه المشوّشتين، وجه (شيمون) الشيطاني وهو يضحك في وحشية، ويصوب نحوه مسدسه. |
- 5-
الخارقــــة
الخارقة
لدينا شبح.. بل اثنان! لدينا امرأة خارقة لم تكن تعرف أنها كذلك! لدينا طبق طائر غارق الكل يبحث عن حطامه. لدينا فارس أسود لم يعد كذلك، وثلاثة أجهزة مخابرات تتسابق للوصول إليه! الحكاية كبيرة على ما يبدو! |
مقتطفات من الرواية
اقتباس:
وتجمدت الدماء في عروق (هبة) وهي تحدّق في عيني ذلك القادم، وأطلقت شهقة مفزوعة، وهي تهتف بصوت مرتجف: - إنه.. إنه أنت... وهوى قلب (ابتسام) بين قدميها. |
اقتباس:
رفيعة هي للغاية، تلك الشعرة بين الانتحار والأمل.. بين أن أموت بدوري أو أن أعود بابني.. لكنّ عملي علمني قيمة هذه الشعرة جيدا.. أنا رجل نذرت حياتي منذ أمد بعيد من أجل من أحبهم.. هذا هو ما أواجهه يوميا خلال عملي في المخابرات يا سيدي. |
اقتباس:
قطعة واحدة لا تكفي يا رجل.. لقد عثرنا على حطام الطائرات المصرية والأمريكية، ولم تكن بعيدة عن موضع غرق حاملة طائراتنا.. والمفروض أن يكون هذا هو نفس الأمر مع ذلك الجسم الفضائي، الذي أجمع كل الشهود على أنه سقط في نفس المنطقة.. فأين ذهب حطامه بحق الجحيم؟ |
اقتباس:
وقفز نحوها فجأة، ليقبض على عنقها قائلا بشراسة: - إذا كانت الرصاصات لا تقتلك، فلا محيص عن استخدام الوسائل البدائية. وضغط على عنقها في قوة جحظت لها عيناها، وهو يردف: - الخنق. |
اقتباس:
ونفضت يديها من التراب وهي تتأمل المدخل الصخري المغلق، الذي برز وسط الكثيب الرملي بعد أن أزاحا عنه التراب، وأردفت: - أراه يكفي بالكاد لعبورنا إن انحنى المرء منا. |
اقتباس:
- هناك جريمة قتل. |
اقتباس:
- الغاية تبرر الوسيلة يا صديقي، والفوز يمحو كل الموبقات! - الغاية قذرة، والوسيلة أقذر، والنصر أنأى ما يكون عن الأقذار! - جدل سفسطائي يمتعني.. لكني للأسف على موعد مع القدر هذه الليلة، لهذا أعتذر عن مواصلة هذا الحوار الشيق. |
اقتباس:
قالت (ريم) وهي تتلفت حولها بخوف: - أو لعلها لعنة الفراعنة، وقد أطلقها اقترابنا من المدخل.. لعنة ما أو شيء ما مهمته حماية ما يخفيه ذلك الباب الصخري |
اقتباس:
وابتسم ذلك الطبيب الزائف قائلا في ظَفَر: - قطعة كعك.. المصريون ماركة مسجلة للغباء كالعادة! |
اقتباس:
صرخ (شيمون) فجأة: - الجهاز معها.. اقتلاها. |
- 6-
العالم الآخــر
العالم الآخــر أين؟.. لا أين! متى؟.. لا متى! مَن؟.. هما فقط.. وحدهما.. في العالم الآخر! لماذا؟.. هذا هو السؤال! كيف؟.. هذه هي قصتنا! |
مقتطفات من الرواية
اقتباس:
كانت تشعر بجلاء بصيرة لم تشعر بمثله من قبل قطّ، حتّى لكأن تفاصيل كل ما عاشته في الحياة يعاد تنظيمها في عقلها بطريقة منطقية لا مثيل لها، فتسيل الحقائق منها كشلال صاف مبهر وضاء ناصع الجلاء. |
اقتباس:
أنت؟!.. لست مندهشة.. توقعت أن أقابلك في هذا العالم على أيّ حال. |
اقتباس:
ضربت الأرض بقدمي فلم أجد أرضا.. تحسست جسمي بيدي فلم أجد جسما.. سرت للأمام فلم أعرف إن كان أماما أم خلفا.. عندها بدأت أتراجع إلى الحلف.. أتراجع.. أتراجع وأنا أتضرّع إلى الله أن يأتي أحد من مكان ما وينزع ذلك الكيس الأبيض عن رأسي، وأقسمت حينها ألا أدير له ظهري وألا أنصرف بدون أن أشكره.. عدوت، صرخت، ضحكت، بكيت، حاولت أن أمزق بأظافري اللون الأبيض عَلِّي أعثر على ذلك النفق الأسود الذي جئت منه.. لكنّ شيئا لم يتغير! |
اقتباس:
رأيتكِ كما لم يرَ إنسان إنسانا من قبل.. كانت تحيط بكِ هالة مضيئة تتوهج عند عقلكِ وتتوهج أكثر عند قلبك.. أمّا دموع عينيكِ فكانت تبدو لي كنهر من الدرّ يضيء كألف شمس.. كانت طاقةٌ هائلة تنبع منك. |
اقتباس:
هذه همة تستحق الإشادة.. لم تلفت انتباهي يوما فتاة فاترة الهمة خاملة الذكر. |
اقتباس:
وتجرأت لترفع عينيها إليه، فغرقت في محيط هائل من طاقة الحب التي تعزف سيمفونية الكون كلّه على أوتار فائقة من البهجة والروعة. |
اقتباس:
يبدو أنني فتحت على نفسي باب الجحيم بذكر تعبير "انتزاع الاعترافات"! |
اقتباس:
نحن هنا بمفردنا، وما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. |
اقتباس:
واضح أن قدرنا أن ينتظر كلّ منا موت الآخر أمام ناظريه.. كنتِ على حق تماما: كان حلما أجمل من أن يتحقق! |
اقتباس:
وكاد قلب (ابتسام) يتوقف من الرعب، وهي تحدق في عينيه بعينين متسعتين. |
- 7-
الــدوامـــــة
الدوامــــة كان يا ما كان، في برد ليل شهر يناير عام 1984، عمود من النور يضئ بين البحر والسماء، من مركز دوامة عاتية قبالة شاطئ مدينة (رأس البر). وطائرة عمودية حربية تابعة للجيش المصري، يستقلها رجل المخابرات المقدم (أحمد إبراهيم)، تهاجم ما يبدو في الظاهر كمركب صيد، لكنه في الحقيقة يقل رجل المخابرات الأمريكي (جون والتر) ورجاله. من أين جاءت الدوامة؟.. ولماذا جاء الأمريكان؟ هذه حكاية طويلة جدا في الحقيقة. حكاية فارس أسود جاء من أعمق أعماق الكون في زمن سحيق. كيف جاء ولماذا جاء؟ هذه حكاية أطول! |
مقتطفات من الرواية
اقتباس:
ألم أقل إن المصريين دائما أغبياء؟.. لم نكن لنغرس دولتنا على بوابتهم الشرقية الاستراتيجية رغم أنفهم، ونستنزف مواردهم في سباق التسلح لصالح اقتصاد حلفائنا الأمريكان، لو لم يكونوا بهذا الغباء! |
اقتباس:
لست هنا لقتلك بل لحمايتك.. أنا من المخابرات المصرية وأطارد ذلك الجاسوس الذي فر أمامك منذ ثوان. |
اقتباس:
هناك دوامة مرعبة تقترب من الشاطئ، والشيء الذي صنعها هو مصدر هذا الضوء.. الدلائل المبدئية تشير إلى أنها ستمحو هذه المنطقة بلا رحمة.. لو كنتَ ترى حلا لإنقاذ الناس فافعله. |
اقتباس:
هل لي أن أعرف مصدر هذه الخريطة بالضبط؟.. واضح أن من رسمها لم يُشِر إلى طريقة فتح المدخل، ولا أظنّه وصل إلى هنا من قبل! |
اقتباس:
كان عمود النور قد تلاشى، لكن البروق كانت تندلع من السماء في نفس موضعه السابق، لتضرب تلك الدوامة بطاقة مجنونة، بينما كان الرعد يتتابع كالطبل، وقد بدأ المطر ينهمر في تلك البقعة بغزارة، وسرعة الرياح آخذة في الاشتداد. |
اقتباس:
لكنّ الغواص صرخ فجأة في رعب: - لا لا.. ليس أنا.. ابتعد عني.. الرحمة... لااااااااااااااا. وانقطع الاتصال، فرفع العقيد (باسل) بصره إلى الأفق بقلق، قبل أن يهتف برجاله: - يجب أن نبتعد جميعا عن هنا بأقصى سرعة.. هنا شيء غير طبيعي يحدث.. غير طبيعي على الإطلاق. |
اقتباس:
إلى جميع أفراد السرب.. حالة الاستعداد القصوى.. التأهب لأي رد فعل عدواني.. جميع الأسلحة معدة. |
اقتباس:
يعني أننا حبيسان هنا يا عزيزتي.. هذا المكان ليس أكثر من مصيدة فجة للطفيليين من أمثالنا! |
اقتباس:
- والفارس الأسود؟ - لا حيلةَ لي في أمره.. عليكم أن توقفوه بأي ثمن قبل فوات الأوان. |