تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على الإنترنت)


الكتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة
المؤلف : السيوطي
مصدر الكتاب : موقع الوراق
http://www.alwarraq.com
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]

الجلال عبد المنعم بن أبي بكر بن محمد الأنصاري الشافعي. قاضي القدس، عالم دين، حدث عن ابن المقير. مات بالقدس في ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وستمائة.
الوجيه النفري المحدث موسى بن محمد. أحد من عني بالحديث، وأكثر عن أصحاب بن طبرزد. مات في جمادي الآخرة سنة خمس وتسعين وستمائة.
ابن الأعلاقي أبو العباس أحمد بن عبد الكريم، ابن غازي الواسطي ثم المصري. عن عبد القوي بن الحباب وابن باقا. مات في صفر سنة ست وتسعين وستمائة.
الضياء السبتي أبو الهدى عيسى بن يحيى بن أحمد الأنصاري الشافعي الصوفي المحدث. ولد سنة ثلاث عشرة وستمائة، وسمع من الصفراوي وابن المقير، ولبس الخرقة من السهروردي. مات بالقاهرة في رجب سنة ست وتسعين وستمائة.
محمد بن صالح بن خلف الجهني المصري المغربي. عن ابن باقا، وعنه الذهبي. مات سنة سبع وتسعين وستمائة.
ابن الصيرفي شرف الدين الحسن بن علي بن عيسى اللخمي المصري المحدث. أحد من عني بالحديث. روى عن ابن رواح. مات في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وستمائة.
محمد بن عبد الكريم القوي أبو السعود المنذري المصري. مات في ربيع الأول سنة تسع وتسعين وستمائة عن خمس وسبعين سنة.
الفخر محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد الحباب التميمي المصري. ناظر الخزانة. عن علي بن الجمل. مات في ربيع الأول سنة تسع وتسعين وستمائة عن خمس وسبعين سنة.
محمد بن مكي بن أبي المذكر القرشي الصقلي الرقام. روى بمصر عن ابن صباح والأيلي. مات في ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وستمائة عن خمس وسبعين سنة.
أبو المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي مسند الديار المصرية، تفرد بأشياء. مات بمكة حاجا في ذي الحجة سنة إحدى وسبعمائة وله سبع وثمانون سنة.
علاء الدين علي بن عبد الغني بن الفخر، ابن تيمية الشاهد. عن الموفق عبد اللطيف وابن روزبة. مات بمصر سنة إحدى وسبعمائة.
الصاحب فتح الدين عبد الله بن محمد بن أحمد المخزومي، ابن القيسراني. من بيت الرياسة والوزارة، ولي وزارة دمشق، ثم أقام مدة موقعا، وكان شاعرا أديبا محدثا، ألف في رجال الصحيحين من الصحابة، روى عنه الدمياطي. مات بالقاهرة في ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعمائة.
تاج الدين علي بن أحمد بن عبد الحسيني الغرافي الشريف. محدث الإسكندرية، عن أبي الحسن القطيعي وجماعة، تفرد ورحل إليه. مات في ذي الحجة سنة أربع وسبعمائة عن ست وسبعين سنة.
محمد بن عبد المنعم شهاب الدين المصري، عن ابن باقا، وعنه السبكي. مات بمصر سنة خمس وسبعمائة.
زينب بنت سليمان بن أحمد الإسعردية. عن الزبيدي وأحمد بن عبد الواحد البخاري. وتفردت بأشياء. ماتت بمصر سنة خمس وسبعمائة عن بضع وثمانين سنة.
الصاحب تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن الوزير بهاء الدين علي بن محمد بن حنا. حدث عن سبط السلفي، وكان رئيسا شاعرا. مات سنة سبع وسبعمائة.
جمال الدين أبو بكر محمد بن عبد العظيم بن علي السقطي القاضي. عن ابن باقا، والعلم ابن الصابوني. مات بالقاهرة سنة سبع وسبعمائة عن خمس وثمانين سنة.
شهاب الدين بن علي المحسني أبو علي. عن ابن المقير وابن رواح. مات بمصر سنة ثمان وسبعمائة عن ثمانين سنة.
نبيه الدين حسن بن حسين بن جبريل الأنصاري. عن ابن المقير وابن رواج. مات بمصر سنة تسع وسبعمائة عن تسع وسبعين سنة.
عبد الله بن رعاف البغوي. عن ابن المقير وابن رواح، والعلم الصابوني. مات بمصر سنة عشر وسبعمائة.
بهاء الدين علي بن الفقيه عيسى بن سليمان الثعلبي المصري، إن القيم. عن الفخر الفارسي وابن باقا. وكان ناظر الأوقاف. وذكر مرة للوزارة. مات بمصر في ذي القعدة سنة عشر وسبعمائة عن سبع وتسعين سنة.
عمر بن عبد النصير القرشي الإسكندراني أبو حفص الزاهد العابد. عن ابن المقير وابن الجميزي. مات في المحرم سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
القاضي المنشئ جمال الدين محمد بن مكرم بن علي الأنصاري. يروى عن مرتضى وابن المقير. حدث، واختصر تاريخ ابن عساكر، وله نظم ونثر. مات بمصر في شعبان سنة إحدى عشرة وسبعمائة عن اثنتين وثمانين.

(1/128)


أبو الحسن علي بن هارون الثعلبي المحدث. مسند ديار مصر. عن ابن صباح وابن الزبيدي وابن اللتي. وتفرد بالعوالي، واشتهر. مات بمصر في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة عن ست وثمانين سنة.
عماد الدين أحمد بن القاضي شمس الدين محمد بن العماد إبراهيم المقدس الحنبلي عن الكاشغري وابن الخازن وابن رواح. تفرد بأجزاء. مات بمصر في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وسبعمائة عن خمس وتسعين سنة.
نور الدين علي بن نصر الله بن عمر القرشي المصري، ابن الصواف. راوي سنن النسائي عن ابن باقا. سمع جعفرا الهمداني، والعلم ابن الصابوني، وأجاز له أبو الوفاء محمود بن منده. تفرد واشتهر. مات في رجب سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وقد قارب التسعين.
ست الأكياس موفقية بنت عبد الوهاب بن عتيق بن وردان المصرية. عن الحسن بن دينار والعلم ابن الصابوني وعبد العزيز بن البيطار، وتفردت. ماتت سنة اثنتي عشرة وسبعمائة عن اثنتين وثمانين سنة.
زين الدين أبو محمد الحسن عبد الكريم بن عبد السلام الغماري المصري. سبط الفقيه زيادة. عن أبي القاسم بن عيسى المقرئ ومحمد بن عمر القرطبي، وتفرد عنهما. مات سنة اثنتي عشرة وسبعمائة عن خمس وتسعين سنة.
عماد الدين علي بن الفخر عبد العزيز بن قاضي القضاة عماد الدين عبد الرحمن السكري. خطيب جامع الحاكم، ومدرس مشهد الحسين. حدث عن جده لأمه ابن الجميزي. مات سنة ثلاث عشرة وسبعمائة وله أربع وسبعون سنة.
فاطمة بنت بعاس البغدادية، الشيخة العالمة الفقيهة الزاهدة الفاتنة الواعظة، سيدة نساء زمانها، أم زينب. كانت وافرة العلم، حريصة على النفع والتذكير، ذات إخلاص وحشمة وأمر بالمعروف؛ انصلح بها نساء دمشق ثم نساء مصر. وكان لها قبول زائد، ووقع في النفوس. ماتت بمصر في ذي الحجة سنة أربع عشرة وسبعمائة، عن نيف وثمانين سنة.
جمال الدين عطية بن إسماعيل بن عبد الوهاب اللخمي الإسكندراني، المنفرد بكرامات الأولياء. عن المظفر الفوي. مات سنة أربع عشرة وسبعمائة، وهو من أبناء الثمانين.
عز الدين أبو الفتح موسى بن علي بن أبي طالب العلوي الموسوي. عن الإربلي والمكرم والسخاوي وابن الصلاح، وتفرد ورحل إليه. مات بمصر في ذي الحجة سنة خمس عشرة وسبعمائة.
فخر الدين عثمان بن بلبان المقاتلي المحدث. مفيد المنصورية، حدث عن أبي حفص بن القواس وطبقته، وارتحل وحصل، وكتب وخرج. مات بمصر سنة سبع عشرة وسبعمائة، عن اثنتين وخمسين سنة.
زين الدين محمد بن سليمان بن أحمد بن يوسف الصنهاجي المراكشي ثم الإسكندراني. عن ابن رواح ومظفر بن الفوي. مات في ذي الحجة سنة سبع عشرة وسبعمائة.
الجلال محمد بن محمد بن عيسى القاهري. طباخ الصوفية. عن ابن قميرة وابن الجميزي والساري. مات في سنة ثماني عشرة وسبعمائة.
بدر الدين محمد بن منصور المصري، ابن الجوهري. روى عن إبراهيم بن خليل والكمال الضرير، وتلا السبع، وتفقه. وذكر للوزارة. مات بدمشق سنة تسع عشرة وسبعمائة.
أبو علي الكردي الحسن بن عمر بن عيسى، تلا على عيسى وسمع منه ومن ابن اللتي. وحدث. مات بمصر في ربيع الآخر سنة عشرين وسبعمائة، عن نيف وتسعين سنة.
كمال الدين عبد الرحمن بن عبد المحسن بن ضرغام الكناني المصري خطيب جامع المقسية. عن السبط؛ مات في ربيع الآخر سنة عشرين وسبعمائة، وله ثلاث وتسعون سنة.
شرف الدين يعقوب بن أحمد، ابن الصابوني. عن ابن عزون وابن علاق. مات بمصر سنة عشرين وسبعمائة عن ست وسبعين سنة.
فخر الدين أبو الهدى أحمد بن إسماعيل بن علي بن الحباب الكاتب تفرد بأجزاء عن سبط السلفي. مات بمصر سنة عشرين، عن سبع وسبعين سنة.
تاج الدين أحمد بن محب الدين محمد بن الكمال الضرير القياسي. روى عن جده وابن رواح والسبط، مات بمصر في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين عن تسع وسبعين سنة.
تقي الدين محمد بن عبد الحميد بن محمد الهمداني ثم المصري المهلبي. المحدث الرحال. عن إسماعيل بن عزون والنجيب. مات سنة إحدى وعشرين عن نيف وسبعين سنة.
تقي الدين عتيق بن عبد الرحمن بن أبي الفتح العمري المحدث الزاهد. له رحلة وفضائل. عن النجيب وابن علاق. مات بمصر في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة.

(1/129)


محيي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي صالح بن مخلوف، ابن جماعة الربعي المالكي. مسند الإسكندرية. عن جعفر والتسارسي وابن رواح، وتفرد. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة.
زين الدين عبد الرحمن بن أبي صالح رواحة بن علي بن الحسين بن مظفر ابن نصير بن رواحة الأنصاري الحموي الشافعي. عن جده لأمه أبي القاسم بن رواحة وصفية القرشية، وأجاز له ابن روزبة السهروردي، وتفرد، ورحل إليه. مات بأسيوط في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة.
زكي الدين عمر ركن الدين بن محمد بن يحيى القرشي. تفرد عن السبط بجزء سفيان، وبالدعاء للمحاملي ومشيخته. مات بالإسكندرية في صفر سنة أربع وعشرين عن خمس وثمانين سنة.
نور الدين علي بن جابر الهاشمي المحدث. شيخ الحديث بالمنصورية. حدث عن زكي البيلقاني. مات سنة خمس وعشرين عن بضع وسبعين سنة.
كمال الدين محمد بن علي بن عبد القادر التميمي الهمداني ثم المصري. عن النجيب. مات في المحرم سنة ست وعشرين عن إحدى وسبعين سنة.
نور الدين أبو الحسن علي بن عمر بن أبي بكر الواني الصوفي. عن ابن رواج والسبط والمرسي. تفرد بعوالي. مات سنة سبع وعشرين وسبعمائة عن اثنتين وتسعين سنة.
عز الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني القرافي. سمع من أبيه والمرديني، وأجاز له ابن يعيش وابن رواح، وتفرد. مات في المحرم سنة ثمان وعشرين وسبعمائة عن تسعين سنة.
فتح الدين يونس بن إبراهيم بن عبد القوي الكناني العسقلاني مسند مصر. آخر من روى عن ابن المقير. مات في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وقد جاوز التسعين.
عثمان بن الحافظ جمال الدين الظاهري. عن ابن علاق والنجيب، وكان مكثراً. مات في رجب سنة ثلاثين وسبعمائة عن ستين سنة.
بدر الدين يوسف بن عمر الختني. عن ابن رواج والبكري والرشيدي، تفرد بأشياء. مات بمصر في صفر سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة عن أربع وثمانين سنة.
تاج الدين أبو القاسم عبد الغفار بن محمد بن عبد الكافي السعدي الشافعي المحدث. عن ابن عزون والنجيب وعدة، وخرج التساعيات والمسلسلات، وتميز وأتقن، وولي مشيخة الصالحية وأفتى. مات في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة.
نور الدين علي بن التاج إسماعيل بن قريش المخزومي. عن المنذري والرشيدي وابن عبد السلام. مات في رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة عن ثمانين سنة.
وجيهة بنت علي بن يحيى الأنصارية البوصيرية. عن البخاري ويوسف الشاولي ويعقوب الهذباني. ماتت بالإسكندرية في رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة.
شمس الدين حسين بن أسد بن مبارك، ابن الأثير الواعظ. عن المنذري والنجيب. وكان حسن العلم والمذاكرة. مات بمصر سنة خمس وثلاثين وسبعمائة عن أربع وثمانين سنة.
شرف الدين يحيى بن يوسف المقدسي. مسند مصر، عن ابن رواح وابن الجميزي وتفرد. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة عن نيف وتسعين سنة.
محيي الدين يحيى بن فضل الله العمري. كاتب السر بمصر. روى عن ابن عبد الدائم وغيره. مات في رمضان سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، عن ثلاث وتسعين سنة.
موفق الدين أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن مكي. آخر من حدث بالسماع عن جد أبيه. مات بمصر في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، وكان من أبناء التسعين.
محمد بن غالي بن نجم الدمياطي. عن النجيب، وعنه البلقيني. ولد سنة خمس وستمائة، مات سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
إبراهيم بن علي بن يوسف بن سنان الزرزاري. عن ابن علاق والنجيب، وعنه البلقيني وابن الشيخة. مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
الجاولي الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله، أحد مقدمي الألوف بالديار المصرية. روى مسند الشافعي عن ان دانيال، وشرحه بشرح جمع فيه بين شرحي الرافعي وابن الأثير، ورتب الأم للشافعي. روى عنه المسجدي وابن رافع. مات في رمضان سنة خمس وأربعين وسبعمائة.
جمال الدين عبد الرحيم بن عبد الله بن يوسف الأنصاري. يعرف بابن شاهد الجيش، سمع من إسماعيل بن عبد القوي بن عزون وغيره، وأجاز له الرشيدي العطار وابن سراقة والكمال الضرير. مات في صفر سنة ست وأربعين وسبعمائة.

(1/130)


أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن المهندس. شيخ دار الحديث بالكاملية. عن أحمد بن شيبان وابن البخاري وخلق. مات في شوال سنة سبع وأربعين وسبعمائة.
عمر بن حسين بن مكي الشنطوفي سراج الدين. عن النجيب وغيره.
مات في رمضان سبع وأربعين.
الصاحب شرف الدين محمد بن الصاحب زين الدين أحمد بن الصاحب فخر الدين بن الصاحب بهاء الدين بن حنا. الفقيه الشافعي. سمع من العز الحراني وغيره، وحدث ودرس بالشريفية. مات سنة سبع وأربعين وسبعمائة في رمضان.
قطب الدين أبو بكر بن عامر بن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد. عن جده وجماعة، وولي قضاء المحلة، ودرس بالسرورية. مات في صفر سنة خمس وخمسين وسبعمائة.
ناصر الدين محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عيسى بن أبي بكر بن أيوب. يعرف بابن الملوك. مسند القاهرة، عن العز الحراني وغيره. مات سنة ست وخمسين عن نحو ثمانين سنة.
شرف الدين علي بن الحسين الأرموي ثم المصري الشافعي، الشريف. نقيب الأشارف، ولي قضاء العسكر، ووكالة بيت المال، ودرس بالمشهد الحسيني، وحدث عن ست الوزراء. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وسبعمائة.
فخر الدين محمد بن محمد بن الحارث بن مسكين الزهري نائب الحكم بالقاهرة. حدث عن جماعة، وأجاز له العز الحراني وابن البخاري وخلق. ولد سنة ثمان وستين وستمائة. مات في شعبان سنة إحدى وستين وسبعمائة.
تقي الدين عبد الرحمن بن أحمد بن علي الواسطي الأصل، المصر المولد والوفاة، المحدث. ولد سنة سبع وتسعين وستمائة، وتصدر للإقراء بأماكن، وولي مشيخة الحديث بالشيخونية. مات في شعبان سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.
ابن الشيخة زين المدبر أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزي. عن الحجار وغيره. ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة. ومات في ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وستمائة.
أحمد بن الحسن بن محمد بن محمد بن زكريا السويداوي شهاب الدين. عن أبي القماح والمزي وغيرهما. ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة. مات في ربيع سنة أربع وثمانمائة.
ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية
أبو عثمان محمد بن بن عم الإمام الشافعي. قال ابن يونس: كان فقيهاً توفي بمصر سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قال الدرقطني: أخذ عن أبيه. ابن عم الشافعي.
ابن بنت الشافعي، البويطي، حرملة، المزني. مروا في المجتهدين.
الربيع بن سليمان المرادي، يونس بن عبد الأعلى، مرافي الحفاظ.
عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة المصري النحوي أبو زيد المعروف بكيد. أخذ عن الشافعي. وكان فقيهاً عالماً بالأخبار، أعجوبة فيها. مات في شوال سنة إحدى وعشرين ومائتين.
أبو علي عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص الخزاعي المصري. كان فقيهاً فاضلاً، زاهداً ثقة، وكان من أكابر العلماء المالكية، فلما قدم الشافعي مصر لزمه، وتفقه على مذهبه. مات في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين ومائتين.
الربيع بن سليمان بن داود الأزدي الجيزي أبو محمد. مات بالجيزة، ودفن بها في ذي الحجة سنة ست وخمسين ومائتين.
قحزم بن عبد الله الأسواني، يكنى بأبي حنيفة. كان أصله قبطياً، وكان من جلة أصحاب الشافعي الآخذين عنه. كان مقيماً بأسوان، يفتي بها على مذهبه مدة سنين. مات بها سنة إحدى وسبعين ومائتين.
أخت المزني، كانت تحضر مجلس الشافعي، ونقل عنها الرافعي في الزكاة وذكرها ابن السبكي والإسنوي في الطبقات.
أبو علي كنيز، خادم الخليفة المنتصر بن المتوكل. قال الذهبي: كان من أئمة المذهب، تفقه على الزعفراني، فلما قتل المنتصر خرج إلى مصر، وأخذ الفقه عن حرملة والربيع، وكان يجلس في حلقة ابن عبد الحكم ويناظرهم فقامت قيامتهم منه، فسعوا به إلى أحمد بن طولون، وقالوا: هذا جاسوس، فحبسه سبع سنين، فلما مات ابن طولون ذهب إلى الإسكندرية، فأقام سبع سنين، وأعاد كل صلاة صلاها في الحبس، ثم ذهب إلى الشام وأقام بجامع دمشق.
يوسف بن عبد الأعلى. قال العبادي: كان أحد فقهاء عصره، من أصحاب المزني.
عبدان المروزي. مر في الحفاظ.

(1/131)


أبو زرعة محمد بن عثمان بن إبراهيم الدمشقي. ولي قضاء مصر عن أحمد بن طولون، فأقام فيه ثماني سنين، ثم ولي قضاء دمشق، فأدخل فيها مذهل الشافعي، وحكم به القضاة بعد أن كان الغالب عليهم مذهب الأوزاعي، وكان عفيفاً شديد التوقف في الأحكام، بالغاً في الكرم أكولاً، توفي سنة اثنتين وثلاثمائة.
وولده أبو عبد الله الحسين، عارف بالقضاء، كريم، جمع له بين قضاء مصر والشام. مات يوم عيد الأضحى سنة سبع وعشرين وثلثمائة، عن ثلاث وأربعين سنة.
أبو القاسم بشر بن نصر بن منصور البغدادي. يعرف بغلام عرق، قال، ابن يونس: ارتحل إلى مصر وتفقه على مذهب الشافعي، وكان متضلعاً من الفقه ديناً. توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلثمائة.
النسائي، مر في الحفاظ.
منصور بن إسماعيل بن عمر أبو الحسن الفقيه. أحد أئمة الشافعية، له مصنفات في المذهب وشعر حسن، سكن الرملة، ثم قدم مصر فمات بها سنة ست وثلثمائة. ذكره ابن كثير.
ابن جويرية، أبو إسحاق المروزي، ابن الحداد، الماسرجسي، مروا في المجتهدين.
عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني أبو القاسم. سكن مصر، وأخذ عن يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان المرادي. وكان له حلقة للفتوى والإشغال بمصر وللرواية. مات سنة خمس عشرة وثلثمائة نقل عنه الرافعي.
أبو علي الروذباري محمد بن أحمد بن القاسم البغدادي الزاهد. قال في العبر: نزيل مصر وشيخها، صحب الجنيد وجماعة، وكان إماماً مفتياً، ورد عنه أنه قال: أستاذي في التصوف الجنيد، وفي الحديث إبراهيم الحربي، وفي الفقه ابن سريج، وفي الأدب ثعلب. مات بمصر سنة اثنتين وعشرين وثلثمائه.
أبو هاشم إسماعيل بن عبد الواحد الربعي المقدسي. قال الذهبي: كان من كبار الشافعية، تولى قضاء مصر في سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، ثم عزل وأصابه فالج، فتحول إلى الرملة، فمات بها سنة خمس وعشرين.
أبو بكر محمد بن علي المصري المعروف بالعسكري. نسبته إلى حارة من مدينة مصر تسمى بالعسكر، نزلها عسكر صالح بن علي أمير مصر. قال ابن يونس: كان مختار أهل العسكر ومفتيهم. روى عن يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان. مات يوم الأربعاء سابع ربيع الأول سنة سبع عشرة وثلثمائة.
أبو بكر محمد بن بشر بن عبد الله الزبيري العسكري - بفتح المهملة والكاف - قال ابن الصلاح: من أهل مصر، حدث عن الربيع بمختصر البويطي وغيره. وقال ابن يونس: توفي يوم الخميس تاسع شوال سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة.
أبو رجاء محمد بن أحمد بن الربيع الأسواني. كان فقيهاً أديباً شاعراً، سمع وحدث وألف قصيدة نظم فيها قصص الأنبياء وكتاب المزني والطب والفلسفة مائة بيت وثلاثين ألفاً. مات في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وثلثمائة.
عبد الرحمن بن سلمويه الرازي. قال ابن يونس: قدم مصر وتفقه بها، وأفتى ودرس في جامعها العتيق. وتوفي بها سنة تسع وثلاثين وثلثمائة.
محمد بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن عبد الخالق، أبو الفرج البغدادي الفقيه الشافعي. يعرف بابن سكرة. قال ابن كثير: سكن مصر، وحدث بها، مات سنة اثنتين وأربعين وثلثمائة.
أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسين بن الخصيب بن الصقر الخصيبي الأصبهاني. له كتاب في الفقه يسمى المجالسة. ولي قضاء دمشق، ثم قضاء مصر سنة أربعين وثلثمائة، فأقام بها إلى أن مات بها في المحرم سنة ثمان وأربعين، وولي بعده ابنه محمد، فأقام شهراً واحداً، ثم مرض، ومات في سادس ربيع الأول من السنة.
أبو بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي المصري. يعرف بابن الجبي، نسبة إلى جبة موضع بمصر. يلقب سيبويه. وكان فقيهاً شاعراً فصيحاً أخذ عن ابن الحداد، وكان يتظاهر بالاعتزال. ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، ومات في صفر سنة ثمان وخمسين وثلثمائة.
أبو طاهر محمد بن عبد العزيز بن حسون الإسكندراني الفقيه الشافعي. حدث بدمشق، وتوفي في رجب سنة تسع وخمسين وثلثمائة.
أبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح المفسر. كان فقيهاً شافعياً، روى عنه الدار قطني وأثنى عليه. ولد بدمشق في ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين ومائتين. وسكن مصرومات بها يوم الثلاثاء في رجب سنة خمس وستين وثلثمائة.

(1/132)


أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية القاضي النيسابوري ثم المصري. كان إماماً من أئمة الشافعية في الفرائض رحل مع عمه الحافظ يحيى بن زكريا الأعرج إلى مصر واستوطنها. ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وتوفي بمصر في رجب سنة ست وثلثمائة.
أبو العباس أحمد بن محمد الديبلي. نزل مصر، كان جيد المعرفة بالمذهب، كثير النظم في الأم، صالحاً زاهداً، صاحب كرامات، كثير العبادات. مات في رمضان سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة، وكان يرى الجمع بين الصلاتين بعذر المعذر المرض، وكانت جنازته شيئاً عجيباً لم يبق بمصر أحد إلا حضرها.
أبو الحسن الحلبي علي بن محمد بن غسحاق القاضي الشافعي. نزيل مصر، وروى عن علي بن عبد الحميد الغضائري وطبقته. توفي سنة ست وتسعين وثلثمائة، وقد عاش مائة سنة. قاله في العبر.
القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى البغدادي. تفقه على الشيخ أبي حامد، وسمع من جماعة كثيرة، وسكن مصر وأملى وأفاد. مات بها في شعبان سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
أبو الحسن عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن صهيب بن مسكين المصري المعروف بالزجاج. كان فقيهاً، سمع من أبيض بن محمد الفهري صاحب النسائي. مات سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي. صاحب الشهاب والخطط وغيرهما. كان فقيهاً شافعياً، تولى القضاء بالديار المصرية، روى عنه الخطيب البغدادي.
قال ابن ماكولا: كان متفنناً في عدة علوم. توفي بمصر ليلة الخميس سابع عشر ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربعمائة.
أبو القاسم نصر بن بشر بن علي العراقي نزيل مصر. كان فقيهاً محققاً مناظراً مبرزاً. سمع وحدث. ومات في ذي الحجة سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الحسين بن شريح الأموي. كان فقيهاً شافعياً. سمع وحدث. وتوفي بمصر سنة ستين وأربعمائة.
أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أحمد بن المعروف بالمصيص. كان فقيهاً فرضياً. تفقه على القاضي أبي الطيب الطبري. وروى الحديث عن جماعة بمصر والشام والعراق، واصله من المصيصة، ولد بمصر في رجب سنة أربعمائة، ومات بدمشق في جمادي الآخرة سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
الخلعي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الموصلي. ونسبته إلى بيع الخلع؛ لأنه كان يبيعها الملوك مصر. ولد بمصر في المحرم سنة خمس وأربعمائة، وكان فقيهاً صالحاً، له كرامات وتصانيف وروايات متسعة. وكان أعلى أهل مصر إسناداً، جمع له أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازي عشرين جزءاً، وخرجها عنه، وسماها الخليعات. وولي قضاء الديار المصرية يوماً واحداً ثم استعفى واختفى بالقرافة. مات بصر في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة؛ وكان والده أيضاً فقيهاً شافعياً، توفي بمصر في شوال ثمان وأربعين وأربعمائة.
أبو الفتح سلطان بن إبراهيم بن مسلم المقدسي. قال السلفي في معجم شيوخه: كان من أفقه الفقهاء بمصر، وعليه قرأ أكثرهم؛ وهو شيخ صاحب الذخائر. ولد بالقدس سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وتفقه على الشيخ نصر المقدسي، ودخل مصر بعد السبعين، وتوفي سنة ثماني عشرة وخمسمائة.
أبو الحسين يحيى اللخمي المقدسي. تفقه على الشيخ نصر المقدسي، وحدث عنه، وتولى قضاء الإسكندرية.
أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن علي اللخمي الميورقي. كان عالماً بارعاً فقيهاً أصولياً خلافياً، زاهداً. تفقه على الكيا الهراسي ببغداد، واستوطن الإسكندرية، وصنف تعليقه في الخلاف. روى عنه السلفي. مات في آخر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
مجلي بن جميع بن نجا المخزومي الأرسوفي الأصل، ثم المصري القاضي أبو المعالي. صاحب الذخائر. تفقه على الفقيه سلطان المقدسي، وبرع فصار من كبار الأئمة، وتفقه عليه جماعة، منهم العراقي شارح المذهب. وولي القضاء الديار المصرية سنة سبع وأربعين وخمسمائة، ثم عزل سنة تسع وأربعين. ومات في ذي القعدة سنة خمسين وخمسمائة. ومن تصانيفه: كتاب أدب القضاء، وكتاب الجهر بالبسملة، نقل عنه في الروضة.

(1/133)


أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي المصري. قاضي الجيزة، كان فقيها ماهرا في الفرائض والمقدرات، صالحا دينا، تفقه على القاضي الخلعي، ولازمه، وهو آخر من حدث عنه، ثم ترك القضاء واعتزل في القرافة، مشتغلا بالعبادة. ولد في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وستين وخمسمائة.
عمارة - بضم أوله - بن علي بن زيدان اليمني نجم الدين أبو محمد. كان فقيها فرضيا شاعرا ماهرا. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة، ودخل مصر سنة خمسين، ومدح الخليفة الفائز ووزيره الصالح بن رزيك واستوطنها، فلما أزال السلطان صلاح الدين رحمه الله تعالى دولة بني عبيد، اتفق عمارة هذا مع جماعة من الرؤساء على إعادة دولتهم، فعلم بهم السلطان، فأمر بشنقهم، ومن جملتهم عمارة هذا، فشنقوا في رمضان سنة تسع وستين وخمسمائة.
أبو القاسم علي بن أبي المكارم بن فتيان الدمشقي. أحد الأعيان بمصر. قال النووي: تفقه على أبي المحاسن يوسف الدمشقي، وله معرفة بفنون. مات سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
الخيوشاني نجم الدين أبو البركات محمد بن سعيد بن علي. كان فقيها فاضلا، كثير الورع، وبه يضرب المثل في الزهد. تفقه على محمد بن يحيى تلميذ الغزالي. وألف تحقيق المحيط في شرع الوسيط في ستة عشر مجلدا، وتفقه بالمدرسة الصلاحية المجاورة لضريح الإمام الشافعي. وكان شيخها وناظرها، وله بنيت. ولد في رجب سنة عشر وخمسمائة، ومات يوم الأربعاء ثاني عشر ذي القعدة سنة سبع وثمانين، ودفن في قبة مفردة تحت رجلي الإمام الشافعي.
أبو العباس أحمد المظفر بن الحسين الدمشقي، المعروف بابن زين التجار. كان من أعيان الشافعية. تولى تدريس الناصرية المجاورة للجامع العتيق بمصر، وطالت مدته فيها، فعرفت المدرسة به، وهي الآن معروفة بالشريفية؛ لأن الشريف العباسي شيخ ابن الرفعة تولاها، وطالت مدته أيضاً بها. مات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
الشهاب الطوسي أبو الفتح محمد بن محمود بن محمد. قال النووي في طبقاته: كان شيخ الفقهاء، وصدر العلماء في عصره، إماما في فنون؛ تفقه على جماعة من أصحاب الغزالي؛ منهم محمد بن يحيى، وقدم مصر فنشر بها العلم، ووعظ وذك، وانتفع به الناس، وكان معظما عند الخاصة والعامة، وعليه مدار الفتوى في مذهب الشافعي. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، وتوفي بمصر في ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة، وحمله أولاد السلطان على رقابهم.
العراقي شارح المهذب أبو إسحاق بن منصور بن المسلم المصري. وإنما قيل له العراقي، لأنه سافر إلى بغداد وأقام بها مدة يشتغل بها. ولد بمصر سنة عشر وخمسمائة، واشتغل على صاحب الذخائر، وبالعراق على ابن الخلل وغيره؛ ثم عاد إلى مصر، وتولى خطابة الجامع العتيق بها، وشرح المهذب شرحا حسنا. مات يوم الخميس حادي عشر جمادى الأولى سنة ست وتسعين، ودفن بسفح المقطم، وله ولد فاضل جليل القدر اسمه أبو محمد عبد الحكم، ولي الخطابة بعد وفاة والده، وله خطب جيدة وشعر لطيف.
أبو القاسم هبة الله بن معد بن عبد الكريم القرشي الدمياطي المعروف بابن البوري، نسبة إلى بور بلد قرب دمياط، ينسب إليها السمك البوري. تفقه على ابن أبي عصرون، وابن الخل، ثم انتقل إلى الإسكندرية، ودرس بمدرسة السلفي. توفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
إسماعيل بن محمد بن حسان القاضي أبو طاهر الأسواني الأنصاري. رحل إلى بغداد، وتفقه على ابن فضلان، ورجع فأقام بأسوان حاكماً مدرساً. مات بالقاهرة في رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
صدر الدين أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس الكردي الموصلي قاضي القضاة بالديارالمصرية. ولد سنة ست عشرة وخمسمائة، وتفقه بحلب على أبي الحسن المرادي. مات ببمصر في رجب سنة خمس وستمائة.
أخوه ضياء الدين أبو عمرو وعثمان بن عيسى بن درباس الكردي الموصلي. صاحب الاستقصاء في شرح المهذب. كان من أعلم الفقهاء في وقته بالمذهب، ماهراً في أصول الفقه، قرأ على الخضر بن عقيل الإربلي وابن أبي عصرون، وشرح اللمع لأبي إساق، وناب عن أخيه صدر الدين في الحكم بالقاهرة. مات في الثاني من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وقد قارب التسعين، ودفن بالقرافة.

(1/134)


وله ولد يقال له: جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم، كان فقيهاً محدثاً شاعراً، رحل، فمات بين الهند واليمن سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
السدسد بن سماقة أبو إسحاق إبراهيم ن عمر الإسعردي. كان عالماً صالحاً. حدث بمصر والإسكندرية، وولي قضاء دمياط، ثم عاد إلى بلاده، فمات بها سنة اثنتي عشرة وستمائة.
المقترح تقي الدين مظفر بن عبد الله بن علي المصري؛ ولقب بالمقترح لأنه كان يحفظه، وهو كتاب في الجدل؛ كان إماماً كبيراً، له التصانيف في الفقه والأصول والخلاف، ديناً متورعاً، كثير الإفادة، متواضعاً، تخرج به جماعة بالقاهرة والإسكندرية. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة، ومات في شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة.
عبد الواحد بن إسماعيل بن ظافر الدمياطي صابر الدين. كان إماماً فقيهاً متكلماً، درس وأفاد، ولد سنة ست وخمسين وخمسمائة، ومات في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وستمائة.
ضياء الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل القرشي المصري المعروف بابن الوراق. كان إماماً عالماً، تفقه بالطوسي وأعاد عنده، وسمع من ابن بري. تفقه على المنذري. مات في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وستمائة.
صدر الدين شيخ الشيوخ محمد بن شيخ الشيوخ عماد الدين محمود بن حمويه الجويني برع في المذهب، وأفتى ودرس، وولي تدريس الشافعي والمشهد الحسيني ومشيخة سعيد السعداء. وكان كبير القدر، بعثه الملك الكامل رسولاً إلى الخليفة يستنجد به على الفرنج لما أخذوا دمياط، فأدركه الموت بالموصل سنة سبع عشرة وستمائة عن ثلاث وسبعين سنة.
شهاب الدين محمد بن إبراهيم الحموي المعروف بابن الجاموس. كان من كار الشافعية، تفقه بحماة، وقدم الديار المصرية، فولي خطابة الجامع العتيق، وتدريس المشهد الحسيني. مات في ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة.
عبد السلام بن علي بن منصور الدمياطي المعروف بابن الخراط. ولد بدمياط ورحل إلى بغداد، فتفقه بها، وتميز في الفقه والخلاف، ورجع إلى بلده فأقام بها قاضياً مدرساً، ثم ولي قضاء مصر والوجه القبلي. ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، ومات سنة تسع وستمائة.
أمين الدين مظفر بن محمد بن إسماعيل التبريزي. صاحب المختصر المشهور، لخصه من الوجيز. كان عالماً عابداً زاهداً. ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وتفقه ببغداد على ابن فضلان، وقدم مصر فأعاد بالمدرسة الشريفية، واختصر المحصول، وصنف كتاباً في الفقه، ثلاثة مجلدات، سماه سمط الفوائد. سافر إلى شيراز، فمات بها في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وستمائة.
صدقة بن أبي كرم اليعقوبي. تفقه ببغداد على ابن فضلان وغيره، وقدم مصر، وولي القضاء بأعمال الأشمونين، ثم رجع إلى بغداد، وأعاد بالنظامية. وولي قضاء يعقوبا.
عماد الدين أبو عمرو عثمان الكردي. تفقه بالموصل على جماعة، ثم رحل إلى أبيه عصرون، فتفقه عليه، ثم قدم فتولى قضاء دمياط، ثم ناب بالقاهرة، ودرس بالجامع الأقمر وغيره. مات في ربيع الأول سنة عشرين وستمائة.
أبو الطاهر طاهر خطيب الجامع العتيق بمصر. كان علامة، فقيهاً ورعاً، نقل عنه ابن الرفعة في المطلب.
الجمال المصري يونس بن بدران بن فيروز. ولد بمصر في حدود خمس وخمسين وخمسمائة، وسمع من السلفي وغيره، وكان يشارك في علوم كثيرة، واختصر الأم للشافعي، وألف في الفرائض، ودرس التفسير بالعادلية بدمشق، وولي قضاء الشام. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
زين الدين أبو الحسن علي بن أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بدران الدمشقي. تفقه ببغداد على والده، وبرع في المذهب، وسمع وحدث، وولي قضاء الديار المصرية، ومات بها في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وله اثنتان وسبعون سنة.
عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العلي المعروف السكري. ولد بمصر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وتفقه على الشهاب الطوسي. وله مصنف في الدور، وحواش على الوسيط، نقل عنه ابن الرفعة في المطلب، ولي قضاء الديار المصرية، ومات في شوال سنة أربع وعشرين وستمائة.
تقي الدين صالح بن بدر بن عبد الله الزفتاوي. تفقه على الشهاب الطوسي وتولى القضاء. مات في ذي القعدة سنة ثلاث وستمائة، وهو ابن سبعين سنة.

(1/135)


جلال الدين أبو الغنائم همام الدين بن راجي الله بن سرايا الصعيدي. ولد بالصعيد سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وقدم القاهرة، وأخذ العربية عن ابن بري، والأصول عن ابن ظافر بن الحسين، ورحل إلى العراق فتفقه على ابن فضلان والمجير البغدادي. ثم عاد إلى مصر، وتولى الخطابة بجامع الصالح بن رزيك، ودرس وأفتى، وصنف في الفقه والخلاف والأصول. مات في ربيع الأول سنة ثلاث وستمائة.
وله حفيد يقال له: تقي الدين أبو الفتح محمد بن محمد؛ صنف كتابا في الأدعية والأذكار، سماه سلاح المؤمن. مات في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وستمائة بشاطئ النيل.
شمس الدين عثمان بن سعيد بن كثير الصنهاجي. قدم في صباه مصر واستوطنها، وتفقه بها على الشهاب الطوسي، وبرع في المذهب، ودرس بالجامع الأقمر، وتولى قضاء الأعمال القوصية. ولد في حدود سنة خمس وستين وخمسمائة ومات بالقاهرة في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وستمائة.
شرف الدين أبو المكارم محمد بن عبد الله بن الحسن الكندري المعروف بابن عين الدولة. قال المنذري: كان عالما بالأحكام الشرعية على غوامضها. ولد بالإسكندرية سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وتفقه بالعراقي شارح المهذب، وولي قضاء الديار المصرية. مات في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وستمائة. وله ولد يقال له: محيي الدين عبد الله. ولي قضاء مصر أيضاً، توفي في رجب سنة ثمان وسبعين، ومولده سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
علم الدين علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي أبو الحسن. كان فقيها مفتيا إمام في القراءات والتفسير والنحو واللغة. لازم الشاطبي، سكن دمشق، وتصدر للإقراء، وانتفع به الناس، وله مصنفات كثيرة؛ منها التفسير، وشرح المفصل وشرح الشاطبية، مات ليلة ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
شرف الدين عبد الله بن محمد بن علي الفهري المعروف بابن التلمساني. كان إماما عالما بالفقه والأصلين، تصدر للإقراء بمدينة مصر، وانتفع به الناس، وصنف الكتب المفيدة؛ منها شرح التنبيه، وشرحان على المعالم للإمام محيي الدين عثمان بن يوسف القليوبي. ولد سنة سبع وستين وخمسمائة، وأجاز أبو اليمن الكندي، وناب في الحكم بالقاهرة، وألف المجموع في الفقه، وشرح الخطب النباتية، أجاز للدمياطي. مات بالقاهرة ليلة السبت حادي عشر جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وستمائة.
بهاء الدين أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة اللخمي المعروف بابن الجميزي. كان فقيها مقرئا، محدثا. ولد بمصر يوم عيد الأضحى سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وقرأ على الشاطبي، وتفقه بالعراقي والشهاب الطوسي وابن أبي عصرون، وسمع من الحافظ ابن عساكر والسلفي. كتب له ابن أبي عصرول ما نصه: " لما ثبت عندي علم الولد الفقيه الإمام بها الدين، وفقه الله، ودينه وعدالته رأيت تمييزه من بين أبناء جنسه، وتشريفه... " إلى آخر ما كتب. قال في العبر: تفرد في زمانه، ورحل إليه الطلبة، وانتهت إليه مشيخة العلم بالديار المصرية. مات في رابع عشر ذي الحجة سنة تسع وأربعين وستمائة.
الشريف شمس الدين محمد بن الحسين بن محمد الحسيني الأموي المصري المعروف بقاضي العسكر. كان إمام فقيها أصوليا، نظارا دينا، درس بالشريفية، وشرح المحصول وفرائض الوسيط، وولي نقابة وقضاء العسكر. مات في ثالث عشر شوال سنة خمسين وستمائة، وقد جاوز السعبين.
الشهاب القوصي أبو المحامدي إسماعيل بن حامد بن أبي القاسم الأنصاري ولد يقوص في المحرم سنة أربعين وسبعين وخمسمائة، وسمع وتفقه، ودرس وحدث، وخرج لنفسه معجما في أربع مجلدات. وكان بصيرا بالفقه، أديبا إخباريا. روى عنه الدمياطي وغيره، ووقف دار حديث بدمشق، ومات بها في سابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وستمائة.
الزكي المنذري، الشيخ عز الدين بن عبد السلام، مرا.
الشريف عماد الدين العباسي. كان إماما عالما بالفروع، درس بالشريفية مدة طويلة، وبه عرفت، واشتغل عليه ابن الرفعة، ونقل عنه في المطلب.

(1/136)


ابن الأستاذ كمال الدين أحمد بن القاضي زين الدين عبد الله بن عبد الرحمن الحلبي. كان عالما فقيها، محدثا أصيلا في العلم والرياسة والوجاهة. شرح الوسيط في عشرة مجلدات وولي قضاء حلب، ثم لما أخذها التتار ارتحل إلى مصر، ودرس بالكهارية وغيرها، مات في شوال سنة اثنتين وستين وستمائة، مولده سنة إحدى وعشرين.
تاج الدين أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الإسكندراني. تفقه على الفخر ابن عساكر؛ حتى برع في المذهب، ودرس وأفتى، وحدث. مات في سابع ذي الحجة سنة ثلاث وستين وستمائة.
شرف الدين يعقوب بن عبد الرحمن قاضي القضاة شرف الدين أبي سعد عبد الله بن أبي عصرون. روى وحدث، ودرس بالمدرسة القطبية بالقاهرة مدة، مات بالمحلة في رمضان سنة خمس وستين وستمائة، وله مسائل جمعها على المذهب.
صدر الدين موهوب بن عمر بن موهوب الجزري. ولد بالجزيرة في جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة، وأخذ عن العلم السخاوي والشيخ عز الدين بن عبد السلام وتفقه وبرع في المذهب والأصول والنحو، وتخرجت به الطلبة، وجمعت عنه الفتاوي المشهورة، وولي القضاء بمصر. مات فجأة في تاسع رجب سنة خمس وستين وستمائة.
ابن بنت الأعز تاج الدين أبو محمد عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلائي - والأعز كان وزير الكامل - كان المذكور عالما فاضلا صالحا، نزها، ولي قضاء الديار المصرية، وتدريس الشافعي والصالحية والوزارة وغير ذلك. مات في سابع عشر رجب سنة خمس وستين وستمائة. وله ولدان.
أحدهما: صدر الدين عمر. كانة فقيها عارفا بالمذهب له معرفة بالعربية، ودين وصلابة، درس بالصالحية وغيرها، مات يوم عاشوراء سنة ثمانين وستمائة، عن خمس وخمسين سنة.
والآخر تقي الدين أبو القاسم عبد الرحمن. كان فقيها إماما بارعا، شاعرا. تفقه على والده، وعلى ابن عبد السلام. وولي قضاء القضاة والوزارة وتدريس الشريفية والشافعي والصالحية وغيرها. مات في سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستمائة.
ولصدر الدين ولد يقال له: محيي الدين، ولي نظر الخزانة وقضاء الإسكندرية ومات في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.
نجم الدين أبو نصر الفتح بن موسى بن جماد المغربي الخضراوي. كان عالما فاضلا في فنون كثيرة. ولد بالجزيرة الخضراء سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، وتفقه بدمشق، وأخذ النحو عن الكندي، والأصول عن الآمدي، ونظم السيرة لابن هشام، والمفصل للزمخشري والإشارات لابن سينا. تولى أسيوط وتدريس الفائزية بها. مات في رابع جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة.
النصير ابن الطباخ، نصير الدين المبارك بن يحيى بن أبي الحسن البصري. كان إماما متبحرا في الفروع. له اعتناء بالتنبيه، يدعي أنه يخرج وسائل الفقه كلها منه، درس بالقبطية، وأعاد بالصالحية عند ابن عبد السلام. ولد في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وخمسمائة، ومات في جمادى الآخرة سنة تسع وستين وستمائة.
أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي الأندلسي. قال النووي: كان شافعيا إماما حافظا، متقنا محققا، زاهدا، ورعا، لم تر عيني مثله في وقته، وكان بارعا في معرفة الحديث وعلومه؛ ذا عناية بالفقه والنحو واللغة ومعارف الصوفية. توفي بمصر سنة ثمان وستين وستمائة.
الكمال التفليسي أبو الفتح عمر بن عمر. كان فقيها فاضلا، أصوليا بارعا خيرا. ولد سنة إحدى وستمائة، وولي قضاء الشام، وأقام بمصر مدة ينشر العلم إلى أنه مات في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وستمائة.
سديد الدين عثمان بن عبد الكريم بن أحمد التزمنتي. ولد يتزمنت سنة خمس وستمائة، وتفقه بالقاهرة، وصار إماما بارعا عارفا، بالمذاهب، ودرس بالفاضلية وناب في الحكم. مات في ذي القعدة سنة أربع وسبعين وستمائة.
أبو الفضل محمد بن علي بن الحسين الخلاطي. سمع ببغداد ودمشق، ثم انتقل إلى القاهرة، فناب في الحكم. وحدث، وصنف كتبا، منها قواعد الشرع وضوابط الأصل، والفرع على الوجيز. مات بالقاهرة في رمضان سنة خمس وسبعين وستمائة.
الكمال طه بن إبراهيم بن بكر الإربلي. كان فقيها أديبا، ولد بإربل ودخل القاهرة شابا، وانتفع به خلق كثيرون، روى عنه الدمياطي. مات بمصر في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وستمائة وقد جاوز الثمانين.

(1/137)


جلال الدين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الكندي الدشناوي. كان إماما فقيها ورعا، تفقه بقوص رفيقا للشيخ تقي الدين بن دقيق العيد. ثم بالقاهرة على ابن عبد السلام، هو وإياه. وشرح التنبيه، وألف مناسك وكتابا في الأصول، وآخر في المحو وعاد إلى قوص، فتفقه عليه بها جماعة، وتحكى عنه مكاشفات وأحوال صالحة. مات بقوص في رمضان سنة سبع وسبعين وستمائة.
وله ولد يقال له: تاج الدين محمد، كان فقيها محدثا قارئا بالسبع. ولد في رجب سنة ست وأربعين وستمائة، تفقه على والده وغيره. سمع وحدث ودرس، وأفتى بقوص، مات بها ليلة الجمعة، ثالث الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة.
ابن رزين تقي الدين أبو عبد الله محمد بن الحسين بن رزين العامري. كان إماما بارعا في الفقه والتفسير، مشاركا في علوم كثيرة، قال الإسنوي: ويكفيك أن النووي نقل عنه في الأصول والضوابط، مع تأخر موته عنه. ولد بحماة، يوم الثلاثاء، ثالث شعبان سنة ثلاث وستمائة. وقرأ النحو على ابن يعيش، والفقه على ابن الصلاح، ولازمه، وانتقلغلى الديار المصرية، فانتفع به الطلبة، وولي قضاءها وتدريس الشافعي. مات ليلة الأحد، ثالث رجب سنة ثمانين وستمائة، ودفن بالقرافة. وله ولدان: أحدهما: صدر الدين عبد البر، كان إماما فاضلا، ومدرسا. مات بدمشق في رجب سنة خمس وتسعين.
والآخر: بدر الدين أبو البركات عبد اللطيف. كان فقيها فاضلا معتنيا بالحديث، درس وأفتى، وناب في الحكم. مات بالقاهرة في جمادى الآخرة سنة عشر وسبعمائة. ولبدر الدين ولد يقال له: علاء الدين عبد المحسن، كان فقيها فاضلا، عارفا بالأدب والتاريخ. مات في شعبان سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.
الجمال يحيى بن عبد المنعم المصري. كان إماما كبيرا في مذهب الشافعي، أخذ عن أبي الطاهر المحلي، وتولى قضاء الغربية. مات في رجب سنة ثمانين وستمائة وقد قارب الثمانين.
ظهير الدين جعفر بن يحيى التزمنتي. كان شيخ الشافعية في زمانه، تفقه على ابن الجميزي. وشرح مشكل الوسيط، وأخذ عنه فقهاء زمانه كابن الرفعة فمن دونه، مات سنة اثنتين وثمانين وستمائة.
سراج الدين موسى، أخو الشيخ تقي الدين بن دقيق العبد. كان فقيها نظارا شاعرا، تصدر بقوص لنشر العلم والفتوى، وصنف المغنى في الفقه. ولد بقوص سنة إحدى وأربعين وستمائة، ومات في شوال سنة خمس وثمانين.
الوجيه البهنسي عبد الوهاب بن الحسن. كان إماما كبيرا في الفقه دينا، ولي قضاء الديار المصرية، ومات سنة خمس وثمانين وستمائة.
القطب القسطلاني، قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المصري. ولد بمصر سنة أربع عشرة وستمائة، وتفقه وأفتى، وكان ممن جمع العلم والعمل، وألف في الحديث والتصوف، وولى مشيخة دار الحديث الكاملية. مات في المحرم سنة ست وثمانين وستمائة.
الكمال القليوبي أحمد بن عيسى بن رضوان. كان عالما صالحا، له مصنفات كثيرة، منها شرح التنبيه، ولي قضاء المحلة، ومات سنة تسع وثمانين وستمائة.
وله ولد يقال له: فتح الدين أحمد. كان فقيها أديبا شاعرا، وله موشحات فائقة، مات سنة خمس وعشرين وسبعمائة.
ابن المرحل زين الدين أبو حفص عمر بن مكي بن عبد الصمد. كان من علماء زمانه، دينا مستمسكا بطريقة السلف، تفقه بابن عبد السلام، وسمع من المنذري، وقرأ الأصلين على الخسر وشاهي، ودرس وافتى وناظر، وولي خطابة دمشق ووكالة بيت المال بها. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وستمائة.
ولده الشيخ صدر الدين محمد. كان إماما جامعا للعلوم الشرعية والعقلية واللغوية. ولد بدمياط في شوال سنة خمس وستين وستمائة، وتفقه بأبيه وغيره، ودرس بالخشابية والمشهد الحسيني والناصرية. وجمع كتاب الأشباه والنظائر، ومات قبل تحريره، فحرره وزاد عليه ابن أخيه. مات بالقاهرة في ذي الحجة سنة ست وسبعمائة.
ابن أخيه زين الدين محمد بن عبد الله الشيخ زين الدين عمر. كان عالما فاضلا في الفقه، والأصلين. ولد بدمياط، وتفقه على عمه وغيره. مات في رجب سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.
عماد الدين عبد الرحمن بن أبي الحسن بن يحيى الدمنهوري. كان فقيها فاضلا، له نكت على التنبيه. ولد في ذي القعدة سنة ست وستمائة. ومات في رمضان سنة أربع وتسعين.

(1/138)


عبد اللطيف بن الشيخ عز الدين بن عبد السلام. ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة، وتفقه بأبيه، وتميز في الفقه والأصول، ومات بالقاهرة في ربيع الآخر سنة خمس وتسعين.
بهاء الدين هبة الله بن عبد الله بن سيد الكل القفطي. ولد سنة ستمائة، وقيل في أواخر المائة قبلها، وتفقه وبرع في علوم كثيرة، وولي الحكم بإسنا، ودرس، وقصده الطلبة من كل مكان، وانتهت إليه رياسة العلم في إقليمه، وصنف تفسيرا وكتبا كثيرة في علوم متعددة. مات بإسنا سنة سبع وتسعين وستمائة عن مائة سنة أو نحوها.
ضياء الدين أبو الفضل جعفر بن محمد بن الشيخ عبد الرحيم القناوي الشريف. أحد كبار الشافعية. كان إماما فقيها أصوليا أديبا مناظرا. ولد سنة ثماني عشرة وستمائة، وتفقه على المجد ابن دقيق العيد، والبهاء القفطي، وتولى قضاء قوص، ووكالة بيت المال، واشتهر بمعرفة المذهب، وحدث، ومات في ربيع الأول سنة ست وتسعين وله ولد يقال له: تقي الدين أبو البقاء محمد. كان عالما صالحا، شاعرا زاهدا ورعا. وكانت والدته أخت الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد. ولد بقوص سنة خمس وأربعين وستمائة، وتولى مشيخة الرسلانية بمنشاة المهراني، وأقام بها إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. ولتقي الدين ولدان: أحدهما فتح الدين علي. كان فقيها فاضلا، أديبا شاعرا، كثير الانقطاع، لد يد في حل الألغاز، درس بإسنا، ومات بقوص في رمضان سنة ثمان وسبعمائة.
والآخر عز الدين أحمد بن محمد، أعاد بالجامع الطولوني، وولي حسبة القاهرة، ومات بها سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الديريني. كان عالما صالحا، نظم التنبيه والوجيز وسيرة نبوة، وله تفسير. مات سنة سبع وتسعين وستمائة.
ابن دقيق العيد، الشرف الدمياطي، ابن الرفعة، مروا.
العلم العراقي عبد الكريم بن علي بن عمر الأنصاري. كان إماما فاضلا في فنون كثيرة، خصوصا التفسير، وكان أبوه من الأندلس، فقدم مصر، فولد ولده هذا بها سنة ثلاث وعشرين وستمائة. وقيل له العراقي نسبة إلى جده لأمه العراقي شارح المهذب. واشتغل هذا وبرع، وصنف الإنصاف بين الزمخشري وابن المنير، وشرح التنبيه، وأقرأ الناس مدة طويلة، وولي مشيخة التفسير بالمنصورية. مات في سابع صفر سنة أربع وسبعمائة.
نور الدين علي بن هبة الله بن أحمد المعروف بابن الشهاب الإسنائي. كان إماما في الفقه، دينا صالحا، تفقه بالبهاء القفطي، والجلال الدشناوي. ولما حج كتب الروضة بمكة، وهو أول من أدخلها إلى قوص، وأقام بقوص يدرس إلى أن مات بها سنة سبع وسبعمائة.
عز الدين الحسن بن الحارث المعروف بابن مسكين. كان من أعيان الشافعية الصلحاء، كتب ابن الرفعة تحت خطه على فتوى : " جوابي كجواب سيدي وشيخي " . درس بالشافعي، ومات في جمادى الأولى سنة عشر وسبعمائة.
عز الدين عبد العزيز بن عبد الجليل الغمراوي. كان عالماً نظاراً، تصدى للاشتغال والإفتاء، وولي درس التفسير بالمنصورية. مات ف ذي القعدة سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
محب الدين علي بن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد. ولد بقوص، في صفر سنة سبع وخمسين وستمائة، وكان فاضلاً ذكياً، شرح التعجيز شرحاً جيداً، وولي تدريس الكهاربة والسيفية. مات في رمضان سنة ست عشرة وسبعمائة، ودفن عند والده. قال في العبر: وهو زوج ابنه أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله.
عز الدين النشائي أبو حفص عمر بن أحمد بن مهدي. كان إماماً بارعاً في الفقه والنحو والعلوم الحسابية، أصولياً محققاً، ديناً ورعاً، زاهداً متصوفاً، يحب السماع ويحضره، درس بالفاضلية والجامع الأقمر، وتخرج به خلق؛ منهم المجد الزنكلوني. وصنف نكتاً على الوسيط. مات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
ولد كمال الدين أبو العباس أحمد. ولد في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وستمائة، وأخذ عن والده. وكان إماماً حافظاً للمذهب، متصوفاً طارحاً للتكلف، درس بجامع الخطيري ببولاق، وصنف جامع المختصرات وشرحه، والمنتقى ونكت التنبيه. مات يوم السبت عاشر صفر سنة سبع وخمسين وسبعمائة ودفن بالقرافة.

(1/139)


محيي الدين يحيى بن عبد الرحيم بن زكير القرشي الفرضي. كان فقيهاً بارعاً، أخذ عن الجلال الدشناوي. وانتصب للتدريس والإفتاء. وكان مدار ذلك عليه في إقليمه، واختصر الروضة، وانتشرت طلبته. مات بقوص في المحرم سنة ثماني عشرة وسبعمائة.
قطب الدين محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي. كان إماماً حافظاً للمذهب، عارفاً بالأصول، ديناً سريع الدمعة، صنف تصحيح التعجيز، وأحكام البعض، واستدراكات على تصحيح التنبيه، واختصر قطعة من الروضة. مات بالقاهرة في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة.
نور الدين إبراهيم بن هبة الله بن علي الإسنائي. كان إماماً عالماً ماهراً في فنون كثيرة: الفقه والأصول والنحو، أخذ عن البهاء القفطي، والشمس الأصبهاني، والبهاء ابن النحاس، واختصر الوسيط والوجيز، وشرح المنتخب في الأصول وألفية ابن مالك. مات بالقاهرة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
نور الدين علي بن يعقوب بن جبريل البكري. كان عالماً صالحاً نظاراً، ذكياً متصوفاً، أوصى إليه ابن الرفعة بأن يكمل المطلب، لما علمه من أهليته لذلك دون غيره، فلم يتفق له ذلك، لما كان يغلب عليه من التجلي والانقطاع. مات سنة أربع وعشرين وسبعمائة.
سراج الدين يونس بن عبد المجيد الأرمنتي. ولد في المحرم سنة أربع وأربعين وستمائة. واشتغل بقوص على المجد ابن دقيق العيد، وأجازه بالفتوى، ثم ورد مصر، فأخذ عن علمائها، وصار في الفقه من كبار الأئمة مع أفضليته في النحو والأصول، وتصدر للإقراء، وصنف كتاب الجمع والفرق والمسائل المهمة في اختلاف الأئمة اسمه ثعبان بقوص، فمات في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وسبعمائة....
القمولي نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكي. كان إماماً في الفقه، عارفاً بالأصول العربية، صالحاً متواضعاً، صنف البحر المحيط في شرح كافية ابن الحاجب، وشرح الأسماء الحسنى، ولي حسبة مصر، مات في رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة.
فخر الدين محمد بن محمد بن محمد المعروف بابن الصقلي: تفقه بالقطب السنباطي، وصنف التنجيز في تصحيح التعجيز، مات في ذي القعدة سنة سبع وعشرين وسبعمائة.
عز الدين عبد العزيز بن أحمد بن عثمان الكردي. يعرف بابن خطيب الأشمونين. درس وأفتى، وأنف على حديث الأعرابي الذي جمع في رمضان كتاباً نفيساً فيه ألف فائدة وفائدة، ولي قضاء الأعمال القوصية والمحلة، ودرس بالمعزية بمصر، مات في أواخر سنة سبع وعشرين وسبعمائة.
جمال الدين أحمد بن محمد بن سليمان الواسطي، المعروف بالوجيزي، لكونه كان يحفظ الوجيز للغزالي، كان إماماً حافظاً للفقه؛ ولد بأشون الرمان سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، وتفقه بالقاهرة إلى أن برع، وناب في الحكم بها. نقل عنه ابن الرفعة على حاشية المطلب. مات في رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة، أخذ عنه الإسنوي.
نجم الدين محمد بن عقيل بن أبي الحسن البالسي. كان فقيهاً محدثاً؛ ورعاً قواماً في الحق، شرح التنبيه، ودرس بالمعزية، وناب في الحكم بمصر عن ابن دقيق العيد مات سنة تسع وعشرين وسبعمائة.
بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله ن جماعة الكناني الحموي. قاضي القضاة بالديار المصري. ولد سنة تسع وثلاثين وستمائة، واشتغل بعلوم كثيرة، وأفتى قديماً، وعرضت فتواه على النووي فاستحسن جوابه، وألف في فنون كثيرة وحدث ودرس بالكاملية وغيرها. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، ودفن بالقرافة.
وولده قاضي القضاة عز الدين. تقدم في الحفاظ، وكذا ابن سيد الناس، وتقدم الكمال ابن الزملكاني في المجتهدين، وكذا الشيخ تقي الدين السبكي.
زين الدين عمر بن أبي الحزم بن الكناني، شيخ الشافعية في عصره بالاتفاق. ولد بالقاهرة سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وتفقه على التاج ابن الفركاح، وأفتى وولي قضاء دمياط عن ابن دقيق العيد، وناب بالقاهرة ودرس بعدة أماكن، وله حواش على الروضة. مات في رمضان سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.
نجم الدين حسين بن علي بن سيد الكل الأسواني. كان ماهراً في الفقه فاضلاً في غيره؛ أفتى وتصدر للإقراء بالقاهرة، ومات فيها في صفر سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، وقد قارب المائة.

(1/140)


الزنكلوني مجد الدين أبو بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز. كان إماماً في الفقه أصولياً، محدثاً. نحوياً صالحاً، قانتاً لله، صاحب كرامات؛ لا يتردد إلى أحد من الأمراء، ويكره أن يأتوا إليه، ملازماً للاشتغال. وله شرح التنبيه الذي عم النفع به؛ وشرح المنهاج. ولي مشيخة البيبرسية؛ ودرس الحديث بها وبجامع الحاكم. مات سنة أربعين وسبعمائة.
ابن القماح شمس الدين محمد بن أحمد إبراهيم بن حيدة. كان عالماً فقيهاً فاضلاً محدثاً، سريع الحفظ. ولد القاهرة سنة ست وخمسين وستمائة، واشتغل على الظهير التزمنتي. وولي تدريس الشافعي. مات في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
أبو الفتح السبكي تقي الدين محمد بن عبد اللطيف. كان فقيهاً أصولياً، أديباً شاعراً، تفقه على قريبه العلامة تقي الدين السبكي. وألف تاريخاً. مات في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
ضياء الدين محمد بن إبراهيم المناوي. ولد بمنية القائد، سنة خمس وخمسين وستمائة، وأخذ عن ابن الرفعة والأصبهاني والبهاء ابن النحاس، ودرس بالشافعي، وشرح التنبيه. مات في رمضان سنة ست وأربعين وسبعمائة.
وله ولدا أخٍ، أحدهما: شرف الدين إبراهيم ن بهاء الدين إسحاق، عالم فاضل منقطع عن أبناء الدنيا، أخذ عن عمه، ودرس وأفتى، وشرح فرائض الوسيط، مات في رجب سنة سبع وخمسين.
والآخر: تاج الدين محمد، أخو أشرف الدين. كان على نمط أخيه، وتولى قضاء العسكر وتدريس الشافعي. مات في جمادى الأولى سنة خمس وستين وسبعمائة.
الشهاب بن الأنصاري أبو العباس أحمد بن محمد بن قيس، ويعرف بابن الظهير أيضاً. شيخ الشافعية بالديار المصرية، كان إماماً في الفقه والأصلين. ولد في حدود ستين وستمائة بالجيزة، وأخذ عن الظهبر والسديد التزمنتي. وسمع من ابن خطيب المزة، ودرس بالخشابية والكهارية والمشهد الحسيني. مات بالطاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
زين الدين عمر ن محمد بن عبد الحكم بن عبد الرزاق البلقيائي. من إقليم البهنسا. كان إماماً في الفقه، غواصاً على المعاني الدقيقة، منزلاً للحوادث على القواعد والنظائر تنزيلا عجيباً، تفقه على العم العراقي والعلاء الباجي، وشرح مختصر التبريزي. مات في ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالطاعون. وكان والده أيضاً عالماً. شرع في شرح الوسيط ولم يتممه.
عماد الدين محمد ن إسحاق بن محمد ن المرتضى البلبسي. كان من حفاظ المذهب، أخذ عن ابن الرفعة وغيره، وولي قضاء الإسكندرية، مات بالطاعون في شعبان سنة تسع وأربعين وسبعمائة. وقد قارب السبعين.
ابن عدلان شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم الكناني. كان إماماً يضرب بن المثل في الفقه، عارفاً بالأصلين والنحو والقراءات ذكياً نظاراً، فصيحاً. ولد بمصر في صفر سنة ثلاث وستين وستمائة، وأخذ الفقه عن الوجيه البهنسي، والأصول عن الشمس الأصبهاني، والنحو عن البهاء ابن النحاس، وشرح مختصر المزني، مات بالطاعون في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
ابن اللبان شمس الدين محمد بن أحمد الدمشقي ثم المصري. كان عارفاً بالفقه والأصلين والعربية، أديباً شاعراً، ولد بدمشق ثم قدم إلى الديار المصرية، فأنزله ابن الرفعة بمصر وأكرمه إكراماً كثيراً، وولي تدريس الشافعي، واختصر الروضة، ورتب الأم. مات بالطاعون في شوال سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
نجم الدين الأصفوني أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن إبراهيم. ولد سنة سبع وسبعين وستمائة، وتفقه على البهاء القفطي، وغيره، وانتفع به خلق بقوص، وألف مختصر الروضة المشهور. مات بمكة في ذي الحجة سنة خمسين وسبعمائة، وكان صالحاً يتبرك به.
الفخر المصري محمد بن علي بن عبد الكريم. كان فقيهاً أصولياً، نحوياً ذكياً، تفقه بابن الزملكاني، واشتهر بمعرفة المذهب، وأفتى وناظر، وأشغل الناس مدة، ولد سنة اثنتين وتسعين وستمائة، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.
ناصر الدين محمد بن إبراهيم النوبري. كان خبيراً بالمذهب، مطلعاً على دسائس متعلقة بالروضة. ولي قضاء المحلة، ومات بها في صفر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.

(1/141)


محيي الدين سليمان بن جعفر الإسنوي، خال الشيخ جمال الدين. كان فاضلاً في علوم، ماهراً في الجبر والمقابلة، صنف طبقات الشافعية، ودرس بالمشهد النفيس. ولد سنة سبعمائة، ومات في جمادى الأولى سنة ست وخمسين.
نجم الدين محمد بن ضياء الدين أحمد بن عبد القوي الإسنوي. كان عالماص فاضلاً، انتفع به خلق، وألف في علوم متعددة. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وكان والده أيضاً عالماً فاضلاً من كبار الصالحين. له كرامات، تفقه بالبهاء القفطي. مات سنة اثنتي عشرة وسبعمائة في شوال.
العماد الإسنوي محمد بن الحسن بن علي الإسنوي. قال أخوه الشيخ جمال الدين في طبقاته: كان فقيهاً إماماً في الأصلين والخلاف والجدل والتصوف نظاراً بحاثاً، طارحاً للتكلف، مؤثراً للتقشف. ولد سنة خمس وتسعين وستمائة، وأخذ عن مشايخ القاهرة، وانتصب للتدريس والإفتاء والتصنيف. مات في رجب سنة أربع وستين وسبعمائة.
أخوه الشيخ جمال الدين عبد الرحيم، شيخ الشافعية، وصاحب التصانيف السائرة. ولد سنة أربع وسبعمائة، وأخذ عن التقي السبكي ولزنكلوني والقونوي وأبي حيان وغيرهم، وبرع في الأصول العربية والعروض، وتقدم في الفقه فصار إمام زمانه، وانتهت إليه رياسة الشافعية. ومن تصانيفه المهمات والجواهر، وشرح المنهاج والألغاز، والفروع، ومختصر الشرح الصغير، والهداية إلى أوهام الكفاية، وشرح منهاج البيضاوي، وشرح عروض ابن الحاجب، والتمهيد والكوكب وتصحيح التنبيه، والتنقيح، وأحكام الخنائي، والزوائد على منهاج البيضاوي، وطبقات الفقهاء، والرياسة الناصرية في الرد على من يعظم أهل الذمة ويستخدمهم على المسلمين، وكتاب الأشباه والنظائر، مات عن مسودة، وشرح التنبيه، كتب منه مجلداً، وشرح الألفية لابن مالك، كتب منه عشر كراساً، وشرح التسهيل، كتب منه قطعة. مات في جمادى الأولى سبع وسبعين وسبعمائة، ورثاه البرهان القيراطي بقوله:
نعم قبضت روح العلا والفضائل ... بموت جمال الدين صدر الأفاضل
تعطل من عبد الرحيم مكانه ... وغيب عنه فاضل أي فاضل
أحقاً وجوه الفقه زال جمالها ... وحطت أعالي هضبها للأسافل!
لقد هاب طرق المذهب اليوم سالك ... ولو كان يحمي بالقنا والقنابل
لقد حل في ذ العام فقدان عالم ... يقول فلا يلفى له غير قائل
قفوا خبرونا من يقوم مقامه ... ومن ذا يرد الآن لهفة سائل!
قفوا خبرونا من يوقف ظالماً ... ويجزي في ميدان كل مناضل!
قفوا خبرونا هل له من مشابه ... قفوا خبرونا هل له من مماثل!
فأعظم بحبر كان للعلم ساعياً ... بعزم صحيح ليس بالمتكاسل
وأعظم به يوم الجدال مناظراً ... إذا قال لم يترك مقالاً لقائل
وأسيافه في البحث قاطعة الظبا ... بجوهرها لم يفتقر للصياقل
يقوم بإنضاج المسائل مرشداً ... لمستفهم أو طالب أو مسائل
ويجميع أشتات الفوائد جاهداً ... ويسعى بجد نحوها غير هازل
طوى الموت حقاً شافعي زمانه ... فمن بعده للأم وجد الثواكل
ومذ رأته خير نجل لبره ... بها أرضعته من ثدي الحوافل
أبان الخفايا شارحاً ببيانه ... منزهة في الوصف عن سحر بابل
له قدم في الفقه سابقة الخطا ... يقصر عنها كل حاف وناعل
تبارك من أعطاه فيه مراتباً ... يقر له بالفضل كل مجادل
فكم كان يبدي فيه كل غريبة ... ويظهر من أبكاره بالعقائل
وكم بات يحيى فيه ليلاً كأنما ... يصيد دراري زهره بالحبائل
فأفلامه قيد الأوابد لم تزل ... يقيد منها كل صعب التناول
مثقفة ألفاظه حلوة الجنى ... فما هز في الحالين غير عوامل
مضى فمضى فقه كثير إلى الثرى ... وهالت عليه الترب راحة هائل
تنكرت الدنيا ولكن تعرفت ... بطيب الثنا عن فضله المتكامل
وما شقت الأفلام إلا تعسفا ... لفقدانها بالرغم خير أنامل
وكم لبست ثوب الحداد محابر ... لحبر غدا في سندسٍ أي رافل
لقد كان للأصحاب منه بلا مرا ... جمال، فدع قول الغبي المجامل
حوى من مواريث النبوة إرثه ... وحاز حقيقاً سهمه غير عائل

(1/142)


هو النجم إلا أنه البدر كاملا ... على أنه شمس الضحى في التعادل
وبلدته إسنا محلا ومحتداً ... ومنزله في الخلد أسنى المنازل
إذا ما أفاد النقل فهو ختامه ... فلا تسمعن من بعد نقل ناقل
صدوق لدى عزو النقول محقق ... وحاشاه من تلك النقول البواطل
وسحبان نطق في الدروس فصاحة ... فدع من له في درسه عيّ باقل
يؤدي من الأشغال بالعلم للورى ... فروضاً ويفتي مقدماً بالنوافل
وينهر نص الشافعي ولم يزل ... يناضل عنه كل خصم مناضل
حوى العلم والعلياء والجود والتقى ... وحاز بسبق فضل هذى الخصائل
هو النجم من أفق المعارف قد هوى ... فعاد دجى ضوء البدور الكوامل
هو الجبل الراسي تصدع ركنه ... فللأرض ميد بعده بالزلازل
فمن ذا تطيب النفس يوماً بقوله ... إذا هو أفتى في عويص المسائل
لئن مهد التمهيد مضجعه له ... فكوكبه من بعده غير آفل
فيا عالماً قد أذكر الناس آخراً ... مزايا أولي العلم الكرام الأوائل
كفيت الورى أمر المهمات ناهضاً ... بأعبائها، يا خير كاف وكافل
وأعلمت فيها الدهر حتى تنقحت ... ولم تشتغل عن أمرها بالشواغل
وأبرزت مكنون الجواهر للورى ... لأنك بحر ماله من مساحل
وأوضحت في الإيضاح للخلق مشكلا ... فليس يرى في حسنه من مشاكل
وإن جمعت أهل العلوم محافل ... فألغازك العليا طراز المحافل
فروقك يا من كان للعم جامعاً ... تحير أذهان الرجال الأماثل
تصانيف لا تخفي محاسنها التي ... هدايتها تهدي الورى بالدلائل
وتبدو فتغني عن رياض أنيقة ... وتتلى فتغني عن سماع البلابل
تمحض منها القصد فيها فأرشدت ... حيارى ثووا من جهلهم في مجاهل
توفرت سهماً في الأصول لأجله ... غدا السيف نائى الحد واهي الحمائل
لعمرك إن النحو يا زيد قد بدا ... لموتك في حال من الحزن حائل
فلو فارسي الفن غامرك اغتدي ... لنحوك يسعى وهو في زي راجل
عدمناك شيخاً كم جلا من علومه ... عقائل صينت بعده في معاقل
وكم جاء في فن الخليل بن أحمد ... بأحمد أقوال أتت بالفواصل
لئن نال أسباب السماء بعلمه ... فأوتاده في المجد غير مزايل
وأدمعنا بحر مديد وحزننا ... طويل لبحر وافر الجود كامل
وكان أبا للطالبين يريهم ... فواضله مقرونة بالفضائل
نصيحاً لطلاب العلوم جميعهم ... فلم يأل جهداً عند تعليم جاهل
يحرر في علم ابن إدريس للورى ... دروساً تولى جملها خير حامل
ويرشد بالتهذيب طلاب علمه ... فينظر منهم كاملاً بعد كامل
ولا يرتئي في شكره غير حاسد ... ولا يمتري في علمه غير ناكل
يجود بأنواع الفضائل جهرة ... ويجهد في إخفائها للفواضل
هو البحر علماً بل هو البحر في ندى ... لقد مرج البحرين منه لآمل
وإن ابن رفعة لو تقدم عصره ... طوى نحوه البيداء سير المحامل
ولو شاهد القفال يوماً دروسه ... لما كان يوماً عن حماه بقافل
ترنم في أمداحه كل صادق ... فأطرب في إنشادها سمع ذاهل
سأبكيه بالدرين دمع ومنطق ... لبحرين من علم وبر حواصل
لقد هجرت صاد المناصب نفسه ... كما هجرت راء الهجا نفس واصل
تنزه عنها وهي لا تستفزه ... بزخرفها الخداع خدع المجامل
وما مد عيناً نحوها إذ تبرجت ... تبرج حسناء الحلى في الغلائل
ويلقاك بالترحيب والبشر دائماً ... فلم تره إلا كريم الشمائل
صفت منه أخلاق لقاصده كما ... صفا منه للعافين شرب المناهل
أعزى محاريب العلا بإمامها ... وإن كان مأموماً بأعظم نازل
أعزى دروس الفقه بعد دروسها ... لتصديرهم من بعده كل خامل
فقل لحسود لا يسد مكانه ... سيفضحك التخجيل بين المحافل
بحق حوى عبد الرحيم سيادة ... وأعداؤها كم حاولوها بباطل
تطاول قوم كي يحلوا محله ... فما ظفروا مما تمنوا بطائل
أتمتد نحو النجم راحة قاصر ... وأين الثريا من يد المتناول!

(1/143)


ومن رام في الإقراء عالي شأنه ... فذلك عند الناس ليس بعاقل
أحل جمال الدين في الخلد ربه ... ليحظى بعفو منه شافٍ وشامل
ورواه مولاه الرحيم برحمة ... يحييه منها هاطل بعد هاطل
ووافاه رضوان الجنان مبادراً ... بشيراً برضوان سريع معاجل
وحياه بالريحان والروح والرضا ... إله البرايا في الضحى والأصائل
لقد كان في الأعمال والعلم مخلصاً ... لمن لم يضيع في غد سعى عامل
فلهفي لأمداح عليه تحولت ... مراثي تبكي بالدموع الهوامل
يساعدني في الحمام بشجوها ... وأغلبها من لوعتي بالبلابل
صرفت عليه كنز صبري وأدمعي ... فأفنيت من هذا وهذا حواصلي
سأنشد قبراً حل فيه رثاءه ... وأسمع ما أمليه صم الجنادل
وما نحن إلا ركب موت إلى البلى ... تسيرنا أيامنا كالرواحل
قطعنا إلى نحو القبور مراحلاً ... وما بقيت إلا أقل المراحل
وهذا سبيل العالمين جميعهم ... فما الناس إلا راحل بعد راحل
وله أخ يقال له: نور الدين علي، كان فقيهاً، فاضلاً. شرح التعجيز. مات في رجب سنة خمس وسبعين وسبعمائة.
شهاب الدين بن النقيب، أبو العباس أحمد بن لؤلؤ، أحد علماء الشافعية، وصاحب مختصر الكفاية ونكت التنبيه وتصحيح المهذب، وغير ذلك. ولد بالقاهرة سنة اثنتين وسبعمائة، ومات بها في رمضان سنة تسع وستين وسبعمائة.
بهاء الدين أبو حامد بن الشيخ تقي الدين السبكي. ولد في جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وسبعمائة، وأخذ عن أبيه وأبي حيان والأصبهاني وابن القماح والزنكلوني والتقي الصائغ وغيرهم. وبرع وهو شاب، وساد وهو ابن عشرين سنة. وولي تدريس الشافعي والشيخونية أول ما فتحت. وله تصانيف، منها شرح الحاوي، وتكملة شرح المنهاج لأبيه، وعروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح. مات بمكة في رجب سنة ثلاث وسبعين.
وقال البرهان القيراطي يرثيه:
ستبكيك عيني أيها البحر بالبحر ... فيومك قد أبكى الورى من ورا النهر
لقد كنت بحراً للشريعة لم تزل ... تجود علينا بالنفيس من الدر
لقد كنت في كل الفضائل أمة ... مقالة صدق لا تقابل بالنكر
لقد كنت في الدنيا جليلاً يعده ... بنوها لتيسير الجليل من العسر
إليك يرد الأمر في كل معضل ... إلى أن أتى ما لا يرد في من الأمر
تعزى بك الأمصار مصراً لعلمها ... بأنك ما زلت العزيز على مصر
مضيت فما وجه الصباح بمسفر ... وبنت فما ثغر الأقاحي بمفتر
وزلت فما ودق النوال بهاطل ... وغبت فما برق المنى باسم الثغر
وأوحش أرض العلم منك وأفقه ... فذاك بلا زهر وهذا بلا زهر
تكاملت أوصافاً وفضلاً وسؤدداً ... ولابد من نقص فكان من العمر
نحاك بهاء الدين ما لا يرده ... إذا ما أتى تدبير زيدٍ ولا عمرو
لئن غادرتك الأرض حملاً ببطنها ... فإنا حملنا كل قاصمة الظهر
وأطلقت مني دمع عيني بأسره ... وصيرت مني مطلق القلب في أسر
بكت عين شمس الأمن للبدر موت من ... مناقبه تزهو على الأنجم الزهر
تبوأ بالفردوس ممدود ظله ... وأصبح من قصر يسير إلى قصر
توقع قلب النيل فقدان ذاته ... ألست تراه في احتراق وفي كسر!
أضاء بشمس منه مغرب لحده ... وأظلم لما أن مضى مطلع البدر
لئن عطرت أعماله ترب قبره ... سيبعث في يوم اللقا طيب النشر
فلا حلو لي بالصبر من بعد يوم من ... بكته عيون الناس في الحول والشهر
وقد كان شهدي حين منطقه وقد ... ترحل، لا شهدي أقام ولا صبري
ولو أن عيني يطرق النوم جفنها ... تعللت بالطيف الذي منه لي يسري
تطهر أخلاقاً ونفساً وعنصراً ... وصار لجنات الرضا كامل الطهر
ثوى في الثرى جسماً ولكن روحه ... سمت نحو عليين عاليه القدر
فرواه تحت الترب لله دره ... سحاب من الغفران متصل الدر
ووافاه رضوان برضوان ربه ... بشيراً ولاقى ما يؤمل من ذخر
وحياه ريحان الإله وروحه ... وآنسه بالعفو في وحشة القبر
عفا الله عن ذاك المحيا فإنه ... محلى بأنواع البشاشة والبشر

(1/144)


مع السلف الماضين يذكر فضله ... ويحسب وهو الصدر من ذلك الصدر
لقد عطلت منه الرياسة جيدها ... وقد كان حلاها بعقد من الفخر
وطرف الدواة الأسود أبيض بسعده ... من الحزن يشكو فقد أقلامه الخضر
لقد كان للتفسير في الذكر آية ... يفوق إذا قابلته بفتى حبر
أخوه جمال الدين الحسين أبو الطيب بن الشيخ تقي الدين السبكي. ولد في رجب سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وأخذ عن أبيه والأصبهاني والزنكلوني.
وأبي حيان وفضل ودرس بعدة أماكن، وألف كتاباً في " من اسمه الحسين بن علي " . مات في حياة أبيه في رمضان سنة خمس وخمسين.
قاضي القضاة أبو البقاء محمد بن عبد البر بن الصدر يحيى بن علي بن تمام السبكي. ولد سنة ثمان وسبعمائة، وأخذ عن القطب السنباطي والزنكلوني والكتناني وأبي حيان والقونوي. وكان إماماً في علوم شتى، وله شرح الحاوي، واختصر قطعة من المطلب، وولي قضاء الديار المصرية، وتدريس الشافعي. مات في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
ولده بدر الدين محمد. ولي قضاء الديار المصرية مراراً، وتدريس الشافعي، وكان ماهراً في الفنون، منصفاً في البحث، مات سنة اثنتين وثمانمائة.
بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي. ولد سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وأخذ عن الإسنوي ومغلطاي وابن كثير والأذرعي وغيرهم. وألف تصانيف كثيرة في عدة فنون، منها الخادم على الرافعي والروضة، وشرح المنهاج، والديباج، وشرح جمع الجوامع وشرح البخاري والتنقيح على البخاري وشرح التنبيه، والبرهان في علوم القرآن، والقواعد في الفقه، وأحكام المساجد، وتخريج أحاديث الرافعي، وتفسير القرآن، وصل إلى سورة مريم، والبحر في الأصول، وسلاسل الذهب في الأصول والنكت على ابن الصلاح وغير ذلك. مات يوم الأحد ثالث رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة، ودفن بالقرافة الصغرى.
البرهان الأبناسي، إبراهيم بن موسى بن أيوب. الورع الزاهد، شيخ الشيوخ بالديرا المصرية. ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وأخذ عن الإسنوي وغيره. وله تصانيف، وولي مسيخة سعيد السعداء، وعين لقضاء الشافعية فاختفى. وكان مشهوراً بالصلاح، تقرأ عليه الجن. مات في المحرم سنة اثنتين وثمانمائة، راجعاً من الحج، ودفن بعيون القصب.
ورثاه الحافظ زين الدين العراقي بقصيدة يقول فيها:
زهدت حتى في القضاء إذ أتى ... إليك مسؤولاً بلا تردد
ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد بن محمد الأنصاري. ولد سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، وسمع على ابن سيد الناس، ولازم الزين الرحبي ومغلطاي، واشتغل بالتصنيف وهو شاب حتى كان أكثر أهل العصر تصنيفاً. مات في ربيع الأول سنة أربع وثمانمائة.
ومن تصانيفه شرح البخاري وشرح العمدة، وشرحان على المنهاج وعلى التنبيه، وعلى الحاوي، وعلى منهاج البيضاوي، والأشباه والنظائر وغير ذلك.
البلقيني والعراقي وولده مروا.
بدر الدين محمد بن شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، أبو اليمن، ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
أخوه جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن قاضي القضاة. ولد في رمضان سنة ثلاث وستين وسبعمائة، واشتغل على والده وغيره. وكان ذكياً قوي الحافظة، واشتهر اسمه، وطار ذكره في البلاد، وخصوصاً بعد موت والده، وانتهت إليه رياسة الفتيا، وكان حسن السيرة في القضاء، عفيفاً نزهاً، قامعاً للمبتدعة. مات في عاشر شوال سنة أربع وعشرين وثلثمائة.
الكمال الدميري محمد بن موسى بن عيسى. لازم البهاء السبكي، وتخرج به وبالإسنوي وغيرهما. وسمع على العرضي وغيره، ومهر في الأدب، ودرس الحديث بقبة بيبرس. وله تصانيف؛ منها شرح المنهاج والمنظومة الكبرى وحياة الحيوان. واشتهرت عنه كرامات، وأخبار بأمور مغيبات. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانمائة.
ابن العماد شهاب الدين أحمد بن عماد بن يوسف الأفقهسي. اشتغل قديما، وأخذ عن الإسنوي وغيره، وله تصانيف كثيرة، منها التعقبات على المهمات، وشرح المنهاج. مات سنة ثمان وثمانمائة.

(1/145)


البرهان البيجوري إبراهيم بن أحمد. ولد في حدود الخمسين وسبعمائة، وأخذ عن الإسنوي ولازم البلقيني، ورحل إلى الأذرعي بحلب، وكان الأذرعي يعترف له بالاستحضار، وشهد العماد الحسباني عالم دمشق بأنه أعلم الشافعية بالفقه في عصره، وكان يسرد الروضة حفظاً، وانتفع به الطلبة، ولم يكن في عصره من يستحضر الفروع الفقهية مثله، ولم يخلف بعده من يقاربه في ذلك. مات سنة خمس وعشرين وثمانمائة.
البرماوي شمس الدين محمد بن عبد الدائم بن موسى. ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وستين، ولازم البدر الزركشي، وتمهر به، وأخذ عن السراج البلقيني. وله تصانيف؛ منها شرح العمدة، ومنظومة في الأصول. مات سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة.
المجد البرماوي إسماعيل بن أبي الحسن علي بن عبد الله. ولد في حدود الخمسين وسبعمائة، ومهر في الفقه والفنون، وتصدى للتدريس، وأخذ عنه شيخنا البلقيني وغيره. مات في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وثمانمائة.
ابن المحمرة شهاب الدين أحمد بن صلاح بن محمد بن محمد بن عثمان بن علي بن السمسار. ولد سنة سبع وتسعين، ولازم البلقيني والزين العراقي. وولي مشيخة الصلاحية بالقدس. مات في ربيع الآخر سنة أربعين وثمانمائة.
ابن المجدي شهاب الدين أحمد بن رجب بن طيبغا. ولد سنة ستين وسبعمائة، واشتغل بالعلوم فبرع في كثير منها، وصار رأس الناس في الفرائض والحساب بأنواعه والهندسة وعلم الوقت بلا منازعة، وله في ذلك مصنفات فائقة. مات ليلة السبت عاشر ذي القعدة سنة خمسين وثمانمائة.
الونائي محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد القرافي قاضي القضاة، شمس الدين الشافعي. ولد في شعبان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وأخذ عن الشيخ شمس الدين البرماوي وطبقته، وبرع في الفقه والعربية والأصول، واشتهر بالفضيلة. وكان ممن جمع المنقول والمعقول، ولي تدريس الشيخونية والصلاحية المجاورة لضريح الإمام الشافعي رضي الله عنه، وقضاء الشام مرتين، ثم صرف. ومات يوم الثلاثاء ثامن عشر صفر سنة تسع وربعين وثمانمائة.
القاياتي محمد بن علي بن يعقوب قاضي القضاة شمس الدين الشافعي العلامة النحوي المفنن. ولد تقريباً سنة خمس وثمانين وسبعمائة، وحضر درس الشيخ سراج الدين البلقيني، وأخذ عن البدر الطنبذي والعز بن جماعة والعلاء البخاري وغيرهم. وبرع في الفقه والعربية والأصلين والمعاني، وسمع الحديث، وحدث باليسير، وولي تدريس الحديث بالبرقوقية، ودرس الفقه بالأشرفية والشافعي والشيخونية وقضاء الشافعية بمصر، فباشره بنزاهة وعفة، وأقرأ زماناً، وانتفع به خلق، ولازمه والدي رحمه الله ثلاثين سنة، وشرع في شرح على المنهاج للنووي. مات يوم الاثنين ثامن عشر المحرم سنة خمسين وثمانمائة.

(1/146)


والدي الإمام العلامة كمال الدين أبو المناقب أبو بكر بن محمد بن سابق الدين أبي بكر الخضيري السيوطي. ولد رحمه الله بسيوط بعد ثمانمائة تقريباً، واشتغل ببلده، وتولى بها القضاء قبل قدومه إلى القاهرة، ثم قدمها فلازم العلامة القاياتي، وأخذ عنه الكثير من الفقه والأصول والكلام والنحو والإعراب والمعاني والمنطق؛ وأجازه بالتدريس في سنة تسع وعشرين. وأخذ عن الشيخ باكير، وعن الحافظ ابن حجر علم الحديث، وسمع عليه صحيح مسلم إلا فوتاً، مضبوطاً بخط الشيخ برهان الدين بن خضر سنة سبع وعشرين، وقرأ القرآن على الشيخ محمد الجيلاني. وأخذ أيضاً عن الشيخ عز الدين القدسي وجماعة، وأتقن علوماً جمة، وبرع في كل فنون، وكتب الخط المنسوب، وبلغ في صناعة التوقيع النهاية، وأقر له كل من رآه بالبراعة في الإنشاء، وأذعن له فيه أهل عصره كافة، وأفتى ودرس سنين كثيرة، وناب في الحكم بالقاهرة عن جماعة، بسيرة حميدة، وعفة ونزاهة، وولي درس الفقه بالجامع الشيخوني، وخطب بالجامع الطولوني؛ وكان يخطب من إنشاء خطبة تليق بذلك ليخطب بها في القلعة. وأم بالخليفة المستكفي بالله، وكان يجله إلى الغاية ويعظمه، ولم يكن يتردد إلى أحد من الأكابر غيره. وأخبرني بعض القضاة أن الوالد دار يوماً على الأكابر ليهنئهم بالشهر، فرجع آخر النهار عطشان، فقال له: قد درنا في هذا اليوم ولم تحصل لنا شربة ماء، ولو ضيعنا هذا الوقت في العبادة لحصل لنا خير كثير، أو ما هذا معناه، ولم يهنئ أحداً بعد ذلك اليوم بشهر ولا غيره. وعين مرة لقضاء مكة، فلم يتفق له. وكان على جانب عظيم من الدين والتحري في الأحكام وعزة النفس والصيانة، يغلب عليه حب الانفراد وعدم الاجتماع بالناس، صبوراً على كثرة أذاهم له، مواظباً على قراءة القرآن، يختم كل جمعة ختمة، ولم أعرف من أحواله شيئاً بالمشاهدة إلا هذا.
وله من التصانيف: حاشية على شرح الألفية لابن المصنف، وصل فيها إلى أثناء الإضافة، وحاشية على شرح العضد كتب منها يسيراً، ورسالة على إعراب قول المنهاج: " وما ضبب بذهب أو فضة ضبة كبيرة " ، وأجوبة اعتراضات ابن المقرئ على الحاوي. وله كتاب في التصريف وآخر في التوقيع؛ وهذان لم أقف عليهما.
توفي شهيداص بذات الجنب وقت أذان العشاء، لليلة الاثنين من صفر سنة خمس وخمسين وثمانمائة. وتقدم في الصلاة عليه قاضي القضاة شرف الدين المناوي.
وذكر لي بعض الثقات أنه قيل له وهو ينتظر الصلاة عليه: لم يبق هنا مثله، فقال: لا هنا ولا هناك - يشير إلى المدينة - ودفن بالقرافة قريباً من الشمس الأصفهاني. ولصاحبنا الشيخ شهاب الدين المنصوري فيه أبيات يرثيه بها وهي:
مات الكمال فقالوا ... ولي الحجا والجلال
فللعيون بكاءٌ ... وللدموع انهمال
وفي فؤادي حزن ... ولوعة لا تزال
لله علم وحلم ... وارته تلك الرمال
بكى الرشاد عليه ... دماً وسر الضلال
قد لاح في الخير نقص ... لما مضى واختلال
وكيف لم تر نقصاً ... وقد تولى الكمال
علومه راسخات ... تزول منها الجبال
يقبره العلم ثاوٍ ... والفضل والإفضال
علاء الدين القرقشندي علي بن أحمد بن إسماعيل. ولد في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وتفقه بعلماء مصر، وأفتى ودرس، وانتفع به جماعة وتولى عدة مدارس، ورشح لقضاء الديار المصرية. مات في المحرم سنة ست وخمسين وثمانمائة.

(1/147)


الشيخ جلال الدين المحلي محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد. ولد بمصر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، واشتغل وبرع في الفنون؛ فقهاً وكلاماً وأصولاً ونحواً ومنطقاً وغيرها. وأخذ عن البدر محمود الأقصرائي والبرهان والبيجوري والشمس البساطي والعلاء البخاري وغيرهم. وكان علامة آيةً في الذكاء والفهم؛ كان بعض أهل عصره يقول فيه: إن ذهنه يثقب الماس. وكان يقول عن نفسه: أنا فهمي لا يقبل الخطأ؛ ولم يكن يقدر على الحفظ، وحفظ كراساً من بعض الكتب، فامتلأ بدنه حرارة. وكان غرة هذا العصر في سلوك طريق السلف، على قدم من الصلاح والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يواجه بذلك أكابر الظلمة والحكام، ويأتون إليه فلا يلتفت إليهم، ولا يأذن لهم بالدخول عليه؛ وكان عظيم الحدة جداً، لا يراعي أحداً في القول، يوصي في عقود المجالس على قضاة القضاة وغيرهم؛ وهم يخضعون له، ويهابونه ويرجعون إليه؛ وظهرت له كرامات كثيرة، وعرض عليه القضاء الأكبر فامتنع. وولي تدريس الفقه بالمؤيدية والبرقوقية، وقرأ عليه جماعة، وكان قليل الإقراء، يغلب عليه الملل والسآمة. وكان سمع الحديث من الشرف ابن الكويك، وحدث. وكان متقشفاً في ملبوسه ومركوبه، ويتكسب بالتجارة، وألف كتباً تشد إليها الرّحال؛ في غاية الاختصار والتحرير والتنقيح، وسلامة العبارة وحسن المزج، والحل بدفع الإيراد؛ وقد أقبل عليها الناس وتلقوها القبول، وتداولوها؛ منها شرح جمع الجوامع في الأصول، وشرح بردة المديح، ومناسك؛ وكتاب في الجهاد؛ ومنها أشياء لم تكمل؛ كشرح القواعد لابن هشام، وشرح التسهيل؛ كتب منه قليلاً جداً، وحاشية على شرح جامع المختصرات، وحاشية على جواهر الإسنوي، وشرح الشمسية في المنطق، ومختصر التنبيه، كتب منه ورقة. وأجل كتبه التي لم تكمل تفسير القرآن، كتب منه أول الكهف إلى آخر القرآن في أربعة عشر كراساً؛ في قطع نصف البلدي، وهو ممزوج محرر في غاية الحسن؛ وكتب على الفاتحة وآيات يسيرة من البقرة، وقد أكملته بتكملة على نمطه من أول البقرة إلى آخر الإسراء. توفي في أول يوم من سنة أربع وستين وثمانمائة.
البلقيني شيخنا قاضي القضاة علم الدين صالح بن شيخ الإسلام سراج الدين، حامل لواء مذهب الشافعي في عصره؛ ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وأخذ الفقه عن والده وأخيه، والنحو عن الشطنوفي والأصول عن العز ان جماعة، وسمع على أبيه جزء الجمعة وختم الدلائل وغير ذلك؛ وعلى الشهاب ابن حجي جزء ابن نجيد، وحضر عند الحافظ أبي الفضل العراقي في الإملاء، وتولى مشيخة الخشابية، والتفسير بالبرقوقية بعد أخيه؛ وتدريس الشريفية بعد الفمني، والحديث بمدرسة قايتباي. وتولى القضاء الأكبر سنة ست وعشرين، بعزل الشيخ ولي الدين، وتكرر عزله وإعادته؛ وتفرد بالفقه؛ وأخذ عنه الجم الغفير، وألحق الأصاغر بالأكابر، والأحفاد بالأجداد. وألف تفسير القرآن، وكمل التدريب لأبيه وغير ذلك. قرأت عليه الفقه، وأجازني بالتدريس وحضر تصديري؛ وقد أفردت ترجمته بالتأليف.. مات يوم الأربعاء خامس رجب سنة ثمان وستين وثمانمائة.
المناوي قاضي القضاة شرف الدين يحيى بن محمد بن محمد بن محمد، شيخنا شيخ الإسلام، ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة، ولازم الشيخ ولي الدين العراقي، وتخرج به في الفقه والأصول، وسمع الحديث عليه، وعلى الشرف ابن الكويك، وتصدى للإقراء والإفتاء وتخرج به الأعيان، وولي تدريس الشافعي وقضاء الديار المصري، وله تصانيف، منها شرح مختصر المزني. توفي ليلة الاثنين ثاني عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، وهو آخر علماء الشافعية ومحققيهم.
وقد رثيته بقولي:
قلت لما مات شيخ العصر ... حقاً باتفاق
حين صار الأمر ما بين ... جهول وفاق
أيها الدنيا لك الويل ... إلى يوم التلاق
ذكر من كان بمصر من الفقهاء المالكية
عثمان بن الحكم الجذامي.
سعيد بن عبد الله بن أسعد المعافري المصري؛ من كبار أصحاب مالك، تفقه بابن وهب وابن القاسم، مات بالإسكندرية سنة ثلاث وسبعين ومائة.
عبد الرحمن بن القاسم، ابن وهب، إسحاق بن الفرات، أشهب، عبد الله بن عبد الحكم، ولده محمد، أصبغ بن الفرج الغازي، مروا.
ابن المواز، أبو بكر الدينوري صاحب المجالسة، أبو جعفر بن قتيبة، مروا.

(1/148)


عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري. أبو القاسم، مصنف فتوح مصر، روى عن أبيه وشعيب بن الليث وخلق، وعنه النسائي وأبو حاتم ووثقه.
عبد الحكم بن عبد الله بن عبد الحكم أبو عثمان. قال ابن فرحون: هو أكبر أولاد ابن عبد الحكم وأفقههم، وأجل أصحاب ابن وهب، مات بمصر سنة سبع وثلاثين ومائتين معذباً في فتنة خلق القرآن، ودخن بالكبريت عليه حتى مات.
عبد الرحمن بن أبي جعفر الدمياطي. روى عن مالك، وتفقه بكبار أصحابه: ابن وهب وان القاسم وأشهب؛ وله مؤلفات، مات سنة ست وعشرين ومائتين.
هارون بن عبد الله الزهري الكوفي. نزيل بغداد. الإمام أبو يحيى، تفقه بأصحاب مالك. قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: هو أعلم من صنف الكتب في مختلف قول مالك، ولي قضاء مصر، ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
عبد الرحمن بن عمر بن أبي الفهم، مولى بني سهم أبو زيد؛ من أهل مصر. أكثر عن ابن القاسم وابن وهب، وكان فقيهاً مفتياً. روى عنه البخاري وأبو زرعة. ولد سنة ستين ومائة، ومات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي العاص أبو إسحاق البرقي المصري. أخذ عن أشهب وابن وهب. مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
موسى بن عبد الرحمن بن القاسم الفقيه، ابن الإمام المشهور.
سليمان بن داود بن حماد بن سعد الرشديني أبو الربيع المصري. قال ابن يونس: كان فقيهاً على مذهب مالك، وكان من أجلة القراء وعبادهم، قرأ على ورش، وروى عن ابن وهب أشهب، وعنه أبو داود والنسائي. وكان زاهداً، قال أبو داود: قل من رأيت في فضله. ولد سنة ثمان وسبعين ومائة، وتوفي في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
عبد الغني بن عبد العزيز المعروف بالعسال. من أهل مصر. روى عن ابن وهب وابن عيينة، وعنه النسائي، وقال: لا بأس به. وكام حافظاً فقيهاً مفتياً مذكوراً في فقهاء المالكية. مات سنة أربع وخمسين ومائتين.
زكريا بن يحيى الوقار المصري. قرأ على نافع بن أبي نعيم، وتفقه بابن وهب وابن القاسم وأشهب. وكان فقيهاً، ولم يكن بالمحمود في روايته، مات سنة أربع وخمسين ومائتين بمصر.
ولده أبو بكر محمد بن زكريا. كان حافظاً للمذهب، تفقه بأبيه وابن عبد الحكم وأصبغ، وله تصانيف. مات في رجب سنة تسع وستين ومائتين.
محمد بن أصبغ بن الفرج. كان فقيهاً مفتياً، مات بمصر سنة خمس وسبعين ومائتين.
روح بن الفرج أبو الزنباغ الزبيري. قال ابن فرحون: عالم فقيه بمذهب مالك، من أهل مصر، أخذ عنه أبو الذكر الفقيه، وكان من أوثق الناس في زمانه، ورفعه الله بالعلم. روى عن عمرو بن خالد وأبي مصعب، وعنه محمد بن سعد وقاسم بن أصبغ. ولد سنة أربع ومائتين ومات سنة اثنتين وثمانين.
أحمد بن موسى بن عيسى بن صدفة الصدفي المصري أبو بكر الزيات فقيه مشهور بمصر من أصحاب محمد بن عبد الحكم. مات بها سنة ست وثلاثمائة.
أحمد بن الحارث بن مسكين أبو بكر. جلس مجلس أبيه بعده بجامع عمرو، وأخذ الناس عنه. ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، ومات سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
أحمد بن محمد بن خالد بن ميسر أبو بكر الإسكندراني. تفقه بابن المواز، وانتهت إليه الرياسة بمصر بعده. وله تصانيف. مات سنة تسع وثلاثمائة.
أحمد بن محمد بن عبيد أبو جعفر الأزدي. كان فقيهاً مالكياً موصوفاً بحفظ المذهب، له كتاب في إثبات الكرامات.
هارون بن محمد بن هارون الأسواني أبو موسى. قال ابن يونس: كان فقيهاً على مذهب مالك، كتب الحديث، ومات في ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثلثمائة.
محمد بن أحمد بن أبي يوسف، أبو بكر بن الخلال. من فقهاء مصر، درس بجامعها، وأخذ عنه الناس، وألف. مات سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة.
أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي مطر المعافري الإسكندراني الفقيه. قاضي الإسكندرية، روى عن ابن أبي الدنيا. مات سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وله مائة سنة.
محمد بن يحيى بن مهدي التمار الأسواني أبو الذكر الفقيه المالكي.
قاضي مصر روى عن المعافي ومحمد بن عمير الأندلسي. مات في شوال سنة أربعين وثلثمائة.
بكر بن محمد بن العلاء العلامة أبو الفضل القشيري البصري المالكي. صاحب التصانيف في الأصول والفروع. روى عن أبي مسلم الكجي، ونزل مصر، وبها توفي سنة أربع وثلاثمائة. قاله في العبر.

(1/149)


أحمد بن جعفر الأسواني المالكي الصواف. قال أبو القاسم بن الطحان: روى عن ابن بشر الدولابي وأبي جعفر الطحان، وروى عنه عبد الغني بن سعيد. مات سنة أربع وستين - وقيل: أربع وسبعين - وثلثمائة.
أبو الطاهر محمد بن عبد الله البغدادي. قال في العبر: كان مالكي المذهب، فصيحاً فقيهاً شاعراً، أخبارياً، حاضر الجواب، غزير الحفظ، ولي قضاء واسط، ثم قضاء بعض بغداد، ثم قضاء دمشق، ثم قضاء الديار المصرية، واستنساب على دمشق. حدث عن بشر بن موسى وأبي مسلم الكجي وطبقتهما. توفي سنة سبع وستين وثلثمائة وقد قارب التسعين.
قال ابن ماكولا: كان يذهب إلى ول مالك، وربما اختار، وكان متفنناً في علوم، وله تصانيف.
محمد بن يوسف بن بلال الأسواني المالكي أبو بكر روى عن ابن أبي سفيان الوراق. سمع منه أبو القاسم بن الطحان، قال: توفي سنة ست وسبعين وثلثمائة.
محمد بن سليمان أبو بكر النعالي، إمام المالكية بمصر في وقته. أخذ عن ابن شعبان، وبكر بن العلاء، وعظم شأنه، وإليه كانت الرحلة والإمامة بمصر، وكانت حلقته في الجامع تدور على سبعة عشر عموداً من كثرة من يحضرها. مات سنة ثمانين وثلثمائة.
أبو القاسم الجوهري عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الغافقي المصري، الفقيه المالكي الذي صنف مسند الموطأ. كان فقيهاً ورعاً مستفيضاً خيراً، من جلة الفقهاء. مات في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلثمائة. قاله في العبر.
رجاء بن عيسى بن محمد أبو العباس الأنصاري. قال ابن كثير: نسبة إلى قرية من قرى مصر يقال لها أنصار، كان فقيهاً مالكياً، ثقة، قدم بغداد فحدث بها، قدم بغداد فحدث بها، وسمع منه الحافظ، ثم عاد إلى بلده، فمات بها سنة تسعين وأربعمائة، وقد جاوز الثمانين.
الأبهري الصغير محمد بن عبد الله أبو جعفر، قال ابن فرحون: تفقه بأبي بكر الأبهري، وسكن مصر، فتفقه عليه خلق كثير، وسمع من المروزي.
عبد الجليل بن مخلوف الصقلي الفقيه المالكي. قال ابن ميسر: أفتى بمصر أربعين سنة، ومات بها سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
عبد الله بن الوليد بن سعيد أبو محمد الأنصاري الأندلسي الفقيه المالكي. أخذ عن أبي محمد بن أبي زيد وخلق، وسكن مصر، ومات بالشامفي رمضان سنة ثمان وأربعين وأربعمائة عن ثمان وثمانين سنة.
علي بن الحسن بن محمد بن العباس بن فهر أبو الحسن الفهري. من أهل مصر. فقيه مالكي، ألف في فضائل مالك، قال المهلب: لقيته بمصر، ولم ألق مثله.
قلت: رأيت تأليفه المذكور، ونقلت منه في شرح الموطأ.
أبو بكر الطرطوشي محمد بن الوليد الفهري الأندلسي. نزيل الإسكندرية. أحد الأئمة الكبار، أخذ عن أبي الوليد الباجي، ورحل، وسمع ببغداد من تصانيف كثيرة. مات في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وخمسمائة، عن خمس وسبعين سنة. ومن كراماته أن خليفة مصر العبيدي امتحنه، وأخرجه من الإسكندرية، ومنع الناس من الأخذ عنه، وأنزله الأفضل وزير العبيدي في موضع لا يبرح منه، فضجر من ذلك، وقال لخادمه: إلى متى نصبر! اجمع لي المباح من الأرض، فجمع له فأكله ثلاثة أيام؛ فلما كان عند صلاة المغرب، قال لخادمه: رميته الساعة، فركب الأفضل من الغد، فقتل، وولي بعده المأمون البطائحي، فأكرم الشيخ إكراماً كثيراً، وصنف له الشيخ كتاب سراج الملوك.
سند بن عنان بن إبراهيم الأزدي. أبو علي، تفقه بالطرطوشي، وجلس في حلقته بعده، وانتفع به الناس، وشرح المدونة، وكان من زهاد العلماء وكبار الصالحين؛ فقيهاً فاضلاً، مات بالإسكندرية سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، ورثي في النوم، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: عرضت على ربي، فقال لي: أهلاً بالنفس الطاهرة الزكية العالمة! صدر الإسلام أبو الطاهر إسماعيل بن مكي بن إسماعيل بن عيسى بن عوف الزهري الإسكندراني. تفقه على أبي بكر الطرطوشي، وسمع منه ومن أبي عبد الله الرازي، وبرع في المذهب، وتخرج به الأصحاب، وقصده السلطان صلاح الدين، وسمع منه الموطأ، وله مصنفات. مات في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، عن ست وتسعين سنة. قال ابن فرحون: كان إمام عصره في المذهب، وعليه مدار الفتوى، مع الزهد والورع.
حفيدة أبو الحرم مكي نفيس الدين. ألف شرحاً عظيماً على التهذيب للبرادعي في جلد، وشرحاً على ابن الجلاب في عشر مجلدات.

(1/150)


أبو القاسم بن مخلوف المغربي ثم الإسكندري. أحد الأئمة الكبار من المالكية، تفقه به أهل الثغر زماناً، مات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. قاله في العبر.
أبو العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هشام بن الحطيئة اللخمي الفاسي. كان رأساً في القراءات السبع، ومن مشاهير الصلحاء وأعيانهم. ولد بفاس في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وانتقل إلى الديار المصرية، فقرأ على ابن الفحام، وقرأ الفقه والعربية، وسكن مصر، وتصدر بها للإقراء، وكان صالحاً عابداً، كبير القدر، قرأ عليه شجاع بن محمد بن سيدهم، وروى عنه السلفي. مات آخر المحرم سنة ستين وخسمائة، ودفن بالقرافة. وقد شغرت مصر عن قاض ثلاثة أشهر، في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة أيام الخليفة العبيدي، فعرض القضاء على أبي العباس هذا، فاشترط ألا يقضي بمذهب الدولة، فأبوا وتولى غيره.
الحضرمي قاضي الإسكندرية أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المالكي، روى عن محمد بن أحمد الرازي وغيره. مات سنة تسع وثمانين وخمسمائة. قاله في العبر.
ظافر بن الحسين أبو منصور الأزدي المصري شيخ المالكية. كان منتصباً للإفادة والفتيا، انتفع به بشر كثير مات بمصر في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة. قاله في العبر.
شيث بن إبراهيم بن محمد بن حيدرة أبو الحسن القفطي. كان فقيهاً فاضلاً نحوياً بارعاً زاهداً، وله في الفقه تعاليق، وفي النحو تصانيف، حدث عن السلفي. ولد بقفط سنة خمس عشرة وخمسمائة، ومات سنة ثمان وتسعين.
الحافظ أبو الحسن ابن المفضل مر في الحافظ.
ابن شاس العلامة جلال الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن شاس بن قرار الجذامي السعدي المصري شيخ المالكية، وصاحب كتاب الجواهر الثمينة في المذهب. كان من كبار الأئمة العالمين، حج في آخر عمره، ورجع، فامتنع من الفتيا إلى أن مات بدمياط مجاهداً في سبيل الله في رجب سنة ست عشرة وستمائة، والفرنج محاصرون لدمياط. قاله ابن كثير والذهبي، وكان جده شاس من الأمراء.
أبو الحسن الإبياري علي بن إسماعيل بن علي. أحد العلماء الأعلام، وأئمة الإسلام. برع في علوم شتى: الفقه، والأصول، والكلام. وكان بعض الأئمة يفضله على الإمام فخر الدين في الأصول، تفقه بأبي الطاهر بن عوف، ودرس بالإسكندرية، وانتفع به الناس، وتخرج به ابن الحاجب. ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة، ومات سنة ثماني عشرة وستمائة.
الحسين بن عتيق بن رشيق، جمال الدين أبو علي الربعي. قال ابن فرحون: كان من العلماء الورعين، وشيخ المالكية في وقته، وعليه مدار الفتيا بالديار المصرية، عالماً بالأصلين والخلاف. ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة، ومات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
كمال الدين أبو العباس أحمد بن علي القسطلاني ثم المصري الفقيه المالكي الزاهد. تلميذ الشيخ أبي عبد الله القرشي. قال في العبر: درس وأفتى، ثم جاور بمكة مدة، ومات بها في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وستمائة عن سبع وسبعين سنة.
ولده تاج الدين علي، قال في العبر: مفت مدرس، سمع من زاهر بن رسم ويونس الهاشمي، وولي مشيخة الكاملية، مات في شوال سنة خمس وستين وستمائة، عن سبع وسبعين سنة.
جعفر بن علي بن هبة الله أبو الفضل الهمداني الإسكندراني المالكي المقري الأستاذ المحدث. ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة وقرأ القرآن على عبد الرحمن بن خلف الله صاحب ابن الفحام، وأكثر عن السلفي، وتصدر للإقراء، روى عنه التقي سليمان وعيسى المطعم. مات بدمشق في صفر سنة ست وثلاثين وستمائة.
ابن الصفراوي جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد بن إسماعيل الإسكندراني المالكي الفقيه المقري. ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وسمع من السلفي، وتفقه بأبي طالب صالح بن بنت معافي، وقرأ القراءات على أبي القاسم عبد الرحمن ابن خلف الله، وطال عمره، وبعد صيته، وانتهت إليه رياسة الإقراء والإفتاء ببلده. مات بالإسكندرية في خامس عشري ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وستمائة.

(1/151)


ابن الحاجب العلامة جمال الدين أبو عمرو عثمان بن أبي بكر الكردي الإسنائي ثم المصري المالكي الفقيه المقري النحوي الأصولي. صاحب التصانيف البديعة، كان أبوه حاجباً للأمير عز الدين موسك الصلاحي، فاشتغل هو، وقرأ القراءات على الغزنوي والشاطبي، وبرع في الأصول والفروع والعربية وغيرها، وكان ركناً من أركان الدين في العلم والعمل، صنف المختصر في الأصول، ومنتهى السؤال في الأصول، ومنتهى السؤال في الأصول، والمختصر في الفقه، والكافية في النحو وشرحها، والوافية وشرحها، والشافية في التصريف وشرح المفصل والأمالي النحوية وقصيدة في العروض. مات بالإسكندرية سادس عشري شوال سنة ست وأربعين وستمائة عن خمس وثمانين سنة، حدث عنه الشرف الدمياطي وغيره.
عبد الكريم بن عطاء الله أبو محمد الإسكندراني. كان إماماً في الفقه والأصول والعربية، تفقه على أبي الحسن الإبياري، رفيقاً لابن الحاجب. وله تصانيف، منها شرح التهذيب، ومختصر التهذيب، ومختصر المفصل. توفي في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وستمائة.
القرطبي أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري المالكي، الفقيه المحدث نزيل الإسكندرية. ولد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وسمع الكثير، وقدم الإسكندرية، فأقام بها يدرس، وصنف المفهم في شرح صحيح مسلم، واختصر الصحيحن. مات في ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة.
ابن الجرج أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن التلمساني المالكي نزيل الثغر. كان من صلحاء العلماء، سمع بسبته الموطأ من أبي محمد ابن عبيد الله الحجري. مات في ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة عن اثنتين وسبعين سنة.
عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر الشارمساحي. نشأ بالإسكندرية، وتفقه وبرع، وكان من أئمة المالكية، بحراً لا تكدره الدلاء. وله تصانيف في الفقه والنظر والخلاف، وصل إلى بغداد فأكرمه الخليفة المستنصر وولاه تدريس المستنصرية. ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة، ومات سنة تسع وستين وستمائة.
العلامة مجد الدين علي بن وهب بن دقيق العيد، والد الشيخ تقي الدين، شيخ أهل الصعيد، ونزيل قوص. كان جامعاً لفنون العلم، موصوفاً بالصلاح والتأله، معظماً في النفوس، روى عن علي بن المفضل وغيره. مات في المحرم سنة سبع وستين وستمائة عن ست وثمانين سنة.
قاضي القضاة شرف الدين أبو حفص عمر بن عبد الله بن صالح السبكي. ولد سنة خمس وثمانين وخمسمائة، وتفقه وأفتى، ودرس بالصالحية، وولي حسبة القاهرة، ثم قضاء الديار المصرية لما ولوا من كل مذهب قاضياً، وكان مشهوراً بالعلم والدين، روى عنه البدر بن جماعة. مات في ذي القعدة سنة تسع وستين وستمائة.
قاضي القضاة نفيس الدين بن هبة الله بن شكر، قاضي الديار المصرية. ولد سنة خمس وستمائة، ومات سنة ثمانين وستمائة.
محمد بن الحسين بن عتيق بن رشيق الربعي المصري علم الدين، شيخ المالكية. كان من سادات المشايخ، جمع بين العلم والعمل والورع، ولي قضاء الإسكندرية. ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ومات سنة ثمانين وستمائة.
شمس الدين محمد بن أبي القاسم بن حميد التونسي الربعي. العلامة المفتي، ولي قضاء الإسكندرية مرة، ومات سنة خمسين وثمانمائة عن ست وثمانين سنة.
قاضي القضاة زين الدين علي بن مخلوف بن ناهض النويري. ولي قضاء الديار المصرية ثلاثا وثلاثين سنة من بعد ابن شاس، وكان مشكور السيرة. مات سنة ثلاث عشرة وسبعمائة.
زين الدين أبو القاسم محمد بن العلم محمد بن الحسين بن عتيق بن رشيق المالكي. ولي قضاء الإسكندرية اثنتي عشرة سنة، وذكر لقضاء دمشق، روى عن ابن الجميزي، وله نظم وفضائل. مات في المحرم سنة خمس وعشرين وسبعمائة عن اثنتين وسبعين سنة.
تاج الدين الفاكهاني عمر بن علي بن سالم اللخمي الإسكندري. كان فقيهاً متفنناً في العلوم، صالحاً عظيماً، صحب جماعة من الأولياء، وتخلق بآدابهم. صنف شرح العمدة وشرح الأربعين النووية وغير ذلك. ولد سنة أربع وخمسين وستمائة ومات سنة أربع وثلاثين وسبعمائة.

(1/152)


عبد الواحد بن شرف الدين بن المنير، ابن أخي القاضي ناصر الدين. قال ابن فرحون: كان شيخ الإسكندرية، ويلقب بعز القضاة، فاضلاً أديباً عمر وانتفع به الناس، أخذ الفقه عن عميه ناصر الدين وزين الدين، وألف تفسيراً في عشرة مجلدات. ولد سنة إحدى وخمسين وستمائة، ومات سنة ست وثلاثين وسبعمائة.
ابن الحاج صاحب المدخل، أبو عبد الله بن محمد بن محمد العبدري الفاسي. أحد العلماء المشهورين بالزهد والصلاح، من أصحاب أبي محمد بن أبي جمرة، كان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك، وصحب جماعة من أرباب القلوب. مات بالقاهرة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة.
ابن القوبع ركن الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن التونسي، نزيل القاهرة. قال ابن فرحون: شيخ المالكية بالديار المصرية والشامية، العلامة الفريدة في فنون العلم، لم يخلف بعده مثله، ولد سنة أربع وستين وستمائة، ومات بالقاهرة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.
أبو الحسين بن أبي بكر الكندي، قاضي الإسكندرية. شيخ العلماء، وحيد عصره وفريد زمانه، حدث عن الدمياطي، وصنف وأفتى، وانتفع به الناس. ولد سنة أربع وخمسين وستمائة، ومات سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، ذكره ابن فرحون.
الزواوي عيسى بن مسعود أبو الروح. كان فقيهاً عالماً متفنناً، انتفع الناس، وانتهت إليه رياسة المالكية بالديار المصرية والشامية، وله تصانيف؛ منها شرح مسلم وشرح مختصر ابن الحاجب، وشرح المدونة، وتاريخ ومناقب مالك، والرد على ابن تيمية في مسألة الطلاق. ولد سنة أربع وستين وستمائة، ومات بالقاهرة سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة.
جمال الدين عبد الله بن محمد المسيلي العلامة البارع. صاحب المصنفات البديعة. مات بالقاهرة سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
عيسى بن مخلوف بن عيسى المغيلي. قال ابن فرحون: كان من فضلاء المالكية وأعيانهم بالديار المصرية، ولي القضاء بها؛ فحمدت سيرته. مات سنة ست وأربعين وسبعمائة.
قاضي الديار المصرية تقي الدين محمد بن أبي بكر السعدي المعروف بابن الأخنائي. كان فقيهاً صالحاً، سمع من الدمياطي، وله تصانيف حسنة، وكان من عدول القضاة وخيارهم، وكان بقية الأعيان وفقهاء الزمان. ولد سنة ثمان وخمسين وستمائة، ومات سنة خمسين وسبعمائة.
خليل بن إسحاق الجندي، أحد أئمة المالكية بالقاهرة، وصاحب المختصر المشهور، وله أيضاً شرح مختصر ابن الحاجب، ومناسك الحج وغير ذلك، تفقه بالشيخ عبد الله المنوفي، وكان ممن جمع العلم والعمل، والزهد والتقشف. تخرج به جماعة من الفضلاء، ومات سنة سبع وستين وسبعمائة.
الرهوني شرف الدين يحيى بن عبد الله الفقيه المالكي. قال الحافظ ابن حجر: أصله من المغرب، واشتغل ومهر واشتهر، ودرس بالشيخونية، ودرس الحديث في الصرغتمشية، وأفتى. وله تخاريج وتصانيف، تخرج به المصريون. مات في ثالث شوال سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، ورثاه ابن الصائغ.
القفصي عبد الله بن عبد الرحمن المالكي. قال ابن حجر: كان مشهوراً بالعلم منصوباً للفتوى، مات في رمضان سنة ست وسبعين وسبعمائة.
الإخنائي برهان الدين إبراهيم بن محمد بن أبي بكر، كان شافعياً، ثم تحول مالكياً كعمه، وولي الحسبة، ونظر الخزانة، وناب في الحكم، ثم ولي القضاء استقلالاً سنة ثلاثين وستمائة، فاستمر إلى أن مات. وكان مهيباً صارماً قوالاً بالحق، قائماً بنصر الشرع، رادعاً للمفسدين. صنف مختصراً في الأحكام، مات في رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
ناصر الدين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله الزبيري الإسكندراني. تفقه ومهر، وفاق الأقران في العربية، وشرح التسهيل ومختصر ابن الحاجب، وولي قضاء الديار المصرية. مات في رمضان سنة إحدى وثمانمائة.
ابن شمس الدين محمد بن محمد بن إسماعيل البكري. برع في الفقه، وولي تدريس الظاهرية وعين للقضاء فامتنع، مات في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وقد بلغ الستين.
بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر، بن عوض. ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، وأخذ عن الشيخ خليل وغيره، وصنف الشامل في الفقه، وشرع مختصر الشيخ خليل، وشرح أصول بن الحاجب، وشرح ألفين بن مالك وغير ذلك، وولي تدريس الشيخونية وقضاء المالكية، أجاز للكمال الشمني، ومات في جمادي الآخرة سنة خمس وثمانمائة.

(1/153)


ابن خلدون قاضي القضاة ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد الحضرمي. ولد سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، وسمع من الواديآشي وغيره، وأخذ الفقه عن قاضي الجماعة ابن عبد السلام وغيره، وبرع في العلوم، وتقدم في الفنون، ومهر في الأدب والكتابة، وولي كتابة السر بمدينة فاس، ثم دخل القاهرة فولي مشيخة البيبرسية وقضاء المالكية، وصنف التاريخ الكبير. مات في رمضان سنة ثمان وثمانمائة.
البساطي قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان شيخ الإسلام، ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة، وبرز في الفنون، ودرس بالسيخونية وغيرها، وولي قضاء المالكية، وصنف تصانيف، مات في رمضان سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة.
الشيخ عبادة بن علي بن صالح بن عبد المنعم الأنصاري الزرزائي الإمام العلامة. ولد في جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، ومهر في الفقه والأصلين والعربية، وصار رأس المالكية، وعين للقضاء بعد موت البساطي فامتنع، فألح عليه، فتغيب إلى أن ولي غيره، وولي تدريس الأشرفية والشيخونية والظاهرية، وانقطع في آخر عمره إلى الله تعالى، وأعرض عن الاجتماع الناس، وامتنع من الإفتاء. مات في شوال سنة ست وأربعين وثمانمائة.
ذكر من كان بمصر من الفقهاء الحنفية
إسماعيل بن سبيع الحنفي أبو محمد الكوفي قاضي مصر. روى عن أبي رزين وأبي مالك. روى عنه إسرائيل، وحفص بن غياث، وخرج له مسلم وابو داود والنسائي.
القاضي بكار بن قتيبة بن أسد الثقفي. من ولد أبي بكرة الصحابي البصري. أبو بكر الفقيه قاضي الديار المصرية، سمع أبا داود الطيالسي وأقرانه، روى عنه أبو عوانة في صحيحه وابن خزيمة، وولاه المتوكل القضاء بمصر سنة ست وأربعين ومائتين، وله أخبار في العدل والعفة والنزاهة والورع، وتصانيف في الشروط والوثائق والرد على الشافعي فيما نقضه على أبي حنيفة. ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات في ذي الحجة سنة سبعين ومائتين.
أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى البغدادي الإمام أبو جعفر الفقيه قاضي الديار المصرية. من أكابر الحنفية، تفقه على محمد بن سماعة، وحدث عن عاصم بن علي وطائفة، وروى الكثير، وهو شيخ الطحاوي. مات في المحرم سنة خمس وثمانين ومائتين بمصر، وثقة ابن يونس في تاريخه.
الطحاوي مر.
الحسن بن داود بن بابشاذ أبو الحسن المصري. قال ابن كثير: قدم بغداد، وكان من أفاضل الناس وعلمائهم بمذهب أبي حنيفة، مفرط الذكاء قوي الفهم. مات ببغداد سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ولم يبلغ من العمر أربعين سنة.
عبد المعطي بن مسافر بن يوسف بن الحجاج أبو محمد الرشيدي؛ من صحاب الفقيه أبي بكر محمد بن إبراهيم الرازي نزيل الإسكندرية، كان إماماً حنفياً، سمع منه السلفي بالإسكندرية، وقال: سألته عن مولده، فقال: سنة ستين وأربعمائة.
عبد الله بن محمد بن سعد الله الجريري. يعرف بابن الشاعر، برع في مذهل أبي حنيفة، وقدم صحبة صلاح الدين بن أيوب مصر، فأقام بها يفتي ويدرس بالمدرسة السيوفية ويعظ، إلى أن مات سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ومولده في صفر سنة ثلاث عشرة ببغداد.
الحسين بن أحمد بن الحسين بن سعيد بن علي بن بندار الإمام أبو الفضل الهمذاني اليزدي. كان تحت يده في بلاده اثنتا عشرة مدرسة، فيها من الطلبة ألف ومائتا طالب، قدم من جدة إلى قوص، فمات بها سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وحمل إلى مصر ميتاً، فدفن بسفح المقطم.
محمد بن يوسف بن علي بن محمد الغزنوي الإمام أبو الفضل. أحد الفقهاء والقراء والرواة المسندين، تفقه على عبد الغفور بن لقمان الكردي، وسمع الحديث من أبي الفضل بن ناصر، روى عنه الرشيد العطار والمنذري بالإجازة، ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، ومات بالقاهرة سنة تسع وتسعين.
عبد الوهاب الحنفي أبو محمد بن النحاس المعروف بالبدر بن المجن. قال بن العديم: تفقه وبرع في المذهب، وأفتى، وكان مجيداً في مناظرته، فريداً في محاورته ناظر الفحول الواردين من وراء النهر وخراسان. قدم القاهرة وردس السيوفية، ومات بها سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
وله ولد يقال له محمد.

(1/154)


عبد القوي بن عبد الخالق بن وحشي المكي الكناني المصري أبو القاسم. كان فقيهاً حنفياً، فاضلاً حسن الكلام في مسائل الخلاف، مناظراً أديباً شاعراً. أخذ عن أبي موسى وغيره، ورحل إلى بغداد وأصبهان ونيسابور، ومات ببخاري سنة اثنتين وخمسين وستمائة، وقد جاوز الخمسين.
الملك المعظم عيسى بن أبي بكر بن أيوب. ولد بالقاهرة سنة ست وسبعين وخمسمائة، وبرع في الفقه والأدب، وشرح الجامع الكبير، وصنف في العروض. مالك دمشق ثماني سنين وأشهراً، مات في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وستمائة.
علي بن أحمد بن محمود العماد بن الغزنوي أبو الحسن. كان فقيهاً فاضلاً، درس بالسيفية وغيرها. ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة، ومات في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
إسماعيل بن إبراهيم بن غازي المارديني أبو الطاهر. يعرف بابن فلوس، كان عالماً مبرزاً في الفقه، له يد طولى في الأصلين، ويعرف الطب والمنطق والحكمة وعلوم الأوائل. قدم مصر ودرس بها. وذكره القطب في تاريخ مصر. ولد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ومات بدمشق سنة سبع وثلاثين وستمائة.
عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز اللخمي وجيه الدين أبو القاسم القوصي الفقيه النحوي. قال الحافظ الدمياطي: كان متبحراً في مذهب أبي حنيفة، درس وناظر، وطال عمره. وله تصانيف في علوم عديدة،نظماً ونثراً، تفقه على عبد الله بن محمد بن سعد البجلي مدرس السيوفية، وأخذ النحو عن ابن بري. ولد بقوص سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ومات بالقاهرة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
عمر بن أحمد بن هبة الله الصاحب كمال الدين بن العديم الحلبي، الملقب رئيس الأصحاب. الإمام العالم المحدث المؤرخ الأديب الكاتب البليغ. ولد بحلب سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، وبرع وساد، وصار أوحد عصره فضلاً ونبلاً، ورياسة، ألف في الفقه والحديث والأدب، وله تاريخ حلب. مات بمصر في جمادى الأولى سنة ستين وستمائة، ودفن بسفح المقطم.
ولده مجد الدين عبد الرحمن. كان عالماً بالمذهب، عارفاً بالأدب؛ وهو أول حنفي خطب بجامع الحاكم، وأول حنفي درس بالظاهرية حين بناها الظاهر بيبرس بالقاهرة، ثم ولي قضاء الشام، وانتهت إليه رياسة الحنفية بمصر والشام. ولد سنة ثلاث عشرةوستمائة، ومات في ربيع الآخر سنة سبع وسبعين.
الصدر سليمان بن أبي العز بن وهيب بن عطاء الأذرعي العلامة. قال الصفدي: كان إماماً عالماً متبحراً عارفاً بدقائق الفقه وغوامضه، انتهت إليه رياسة الأصحاب بمصر والشام، تفقه على الجمال الحصيري وغيره، وسكن مصر، وحكم بها، وولي بها قضاء العسكر، ودرس بالصالحية، ثم ولي قضاء الشام. مات سنة سبع وسبعين وستمائة عن ثلاث وثمانين سنة. وله مؤلفات.
لؤلؤ بن أحمد بن عبد الله الضرير أبو الدر نجيب الدين. قال الدمياطي: كان عارفاً بالفقه والنحو، تصدر للإقراء بجامع الحاكم، وأعاد بالسيوفية. ولد سنة ستمائة، ومات في رجب سنة اثنتين وسبعين.
أبو بكر بن محمد بن عبد الله القزويني الأصل الإسنوي المولد جمال الدين. برع في مذهب أبي حنيفة، وأكب على العبادة، واشتهر، وقصده الناس للاشتغال عليه، ودرس بالصالحية والسيوفية. مات بالقاهرة في حدود الثمانين وستمائة، ذكره الطالع السعيد.
النعمان بن الحسن بن يوسف الخطيبي معز الدين. قاضي الحنفية بالديار المصرية. كان عارفاً بالمذهب، خيراً، مات بالقاهرة في شعبان سنة اثنتين وتسعين وستمائة.
علي بن نصر بن عمر الإمام نور الدين بن السويسي. ناب في الحكم بالقاهرة عن ابن بنت الأعز، وجمع كتاباً فيه زوائد الهداية على القدوري. مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستمائة.
ابن النقيب الإمام المفسر المفتي جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن حسن البلخي ثم المقدسي. مدرس العاشورية بالقاهرة. ولد في شعبان سنة إحدى عشرة وستمائة، وقدم مصر، فسمع بها من يوسف بن المخبلي، واقام مدة بالجامع الأزهر، وصنف تفسيراً كبيراً إلى الغاية، وكان إماماً عابداً زاهداً أماراً بالمعروف، كبير القدر، يتبرك به بدعائه وزيارته. مات بالقدس في المحرم سنة ثمان وتسعين. ذكره في العبر.

(1/155)


حسام الدين الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان الرازي. كان إماماً علامة، كثير الفضائل. ولي قضاء الحنفية بالديار المصرية وقضاء الشام، وعدم في وقعة التتار سنة تسع وتسعين وستمائة، ومولده في المحرم سنة إحدى وثلاثين.
السروجي العلامة شمس الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني. كان بارعاً في علوم شتى، تفقه على الصدر سليمان، وشرح الهداية، وولي قضاء الديار المصرية. مات في ربيع الآخر سنة إحدى وسبعمائة، ومولده سنة سبع وثلاثين وستمائة.
رشيد الدين إسماعيل بن عثمان بن المعلم القرشي الدمشقي العلامة شيخ الحنفية. سمع القاهرة من سنة خمس وخمسين وسبعمائة إلى أن مات بها في رجب سنة أربع عشرة عن إحدى وتسعين سنة. وله ولد يقال له تقي الدين مفت أيضاً، مات قبل والده بقليل.
شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن الدمشقي الحريري قاضي الديار المصرية. كان رأساً في المذهب، عادلاً مهيباً، حدث عن ابن الصيرفي وابن أبي اليسر والقطب بن أبي عصرون. ولد في صفر سنة ثلاث وخمسين وستمائة، ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
علاء الدين علي بن يلبان الفارسي أبو الحسن المصري. ولد سنة خمس وسبعين وستمائة، وسمع من الدمياطي وتفقه بالسروجي، وبرع في المذهب وأصوله، وشرح الجامع الكبير، ورتب صحيح ابن حبان على الأبواب، ورتب معجم الطبراني على الأبواب، وشرح التلخيص للخلاطي. مات بالقاهرة في شوال سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة.
برهان الدين بن علي بن أحمد بن علي، سبط ابن عبد الحق الواسطي قاضي الديار المصرية. روى عن جده وابن البخاري، وكان إماماً عالماً، فقيهاً عارفاً بغوامض المذهب، محدثاً، درس وناظر، وصنف شرح الهداية وغيره، واختصر سنن البيهقي الكبير. مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
فخر الدين عثمان بن إبراهيم بن مصطفى المارديني المشهور بابن التركماني. شيخ الأصحاب في وقته، انتهت إليه رياسة الحنفية بالديار المصرية، وتخرج به خلق كثير، وشرح الجامع الكبير، وأنقاه دروساً بالمنصورية. مات بالقاهرة في رجب سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، عن إحدى وثمانين سنة.
وله ولدان: أحدهما: تاج الدين أحمد. ولد بالقاهرة في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وستمائة، وتفقه ودرس، وأفتى وصنف في الفقه وأصوله والفرائض والنحو والهيئة والمنطق. ومن تصانيفه شرح الهداية، وشرح الجامع الكبير. مات بالقاهرة سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
والآخر: علاء الدين علي. ولد سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، وكان إماماً في الفقه والأصول، والحديث، ملازماً للاشتغال، والإفادة. له تصانيف بديعة منها مختصر الهداية، ومختصر علوم الحديث لابن الصلاح، والرد على البيهقي: ولي قضاء الديار المصرية، ومات في المحرم سنة خمس وأربعين وسبعمائة.
وله ولدان: أحدهما: عبد العزيز، كان فقيهاً فاضلاً، درس بعدة أماكن. مات بالطاعون سنة تسع وأربعين في حياة أبيه.
والآخر: جمال الدين عبد الله. ولي قضاء الديار المصرية بعد موت أبيه، ودرس الحديث بالكاملية بنزول من القاضي عز الدين بن جماعة، ودرس التفسير بجامع ابن طولون، وأفتى وصنف. ولد سنة تسع عشرة وسبعمائة، ومات في شعبان سنة تسع وستين.
ولده صدر الدين محمد. أفتى ودرس، وولي قضاء الديار المصرية. ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، ومات شاباً في ذي القعدة سنة ست وسبعين.
الزيلعي شارح الكنز فخر الدين عثمان بن علي بن محجن البارعي. قدم القاهرة سنة خمس وسبعمائة، ودرس وأفتى، ونشر الفقه، وانتفع به الناس. مات في رمضان سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، ودفن بالقرافة.
أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم تاج الدين أبو محمد القيسي. جمع الفقه والنحو واللغة، وصنف تاريخ النحاة، والدر اللقيط من البحر المحيط. ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وستمائة، ومات سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

(1/156)


أمير كاتب بن أمير عمر بن أمير غازي قوام الدين أبو حنيفة الإتقاني. درس ببغداد ودمشق، ثم قدم إلى مصر فدرس بالجامع الماردني، وبالصرغتمشية أول ما فتحت. وكان رأساً في مذهل الحنفية، بارعاً في الفقه واللغة والعربية. صنف شرح الهداية، وشرح الأخسيكثي، ورسالة في عدم صحة الجمعة في موضعين من البلد. ولد في شوال سنة خمس وثمانين وستمائة، ومات في شوال سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.
السراج الهندي عمر بن إسحاق بن أحمد الغرنوي قاضي القضاة بالديار المصرية. تفقه على الوجيه الرازي، والسراج الثقفي، وصنف شرح الهداية، والشامل في الفروع، وشرح البديع، وشرح المغني وشرح تائية ابن الفارض، وغير ذلك. مات سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة.
عبد القادر بن محمد بن نصر الله بن سلام، محيي الدين أبو محمد بن أبي الوفا القرشي. درس وأفتى، وصنف شرح معاني الآثار، وطبقات الحنفية، وشرح الخلاصة، وتخريج أحاديث الهداية وغير ذلك. ولد سنة ست وسبعين وستمائة، ومات في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة.
ابن الصائغ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن علي الزمرذي. برع في الفقه والعربية والأدب، ودرس وأفاد، وله تصانيف في فنون، من ذلك شرح ألفية ابن مالك، وشرح البردة، وشرح مشارق الأنوار. مات في شعبان سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
أحمد بن علي بن منصور بن شرف الدين أبو العباس الدمشقي. ولي القضاء بالديار المصرية، واختصر المختار في الفقه؛ وسماه التحرير، وعلق عليه شرحاً، وله تصانيف أخر. مات في شعبان سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة.
أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود البابرتي علامة المتأخرين، وخاتمة المحققين. برع وساد، ودرس وأفاد، وصنف شرح الهداية، وشرح المشارق، وشرح المنار، وشرح البزدوي، وشرح مختصر ابن الحاجب، وشرح تلخيص المعاني والبيان، وشرح ألفية ابن معط، وحاشيته على الكشاف، وغير ذلك. وولي مشيخة الشيخونية أول ما فتحت، وعرض عليه القضاء فأبى. مات في رمضان سنة ست وثمانين وسبعمائة.
جلال بن أحمد بن يوسف التباني. أخذ عن القوام الإتقاني والقوام السكاكي وابن عقيل وابن هشام، وكان فقيهاً أصولياً نحوياص بارعاً، تنصب للاشتغال والفتوى مدة طويلة، وسئل بقضاء مصر فلم يرض، وولي تدريس الصرغتمشية ومدرسة الجاثي. وله تصانيف، منها شرح المنار ورسالة في عدم جواز صحة الجمعة في مواضع. مات في رجب سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة.
العجمي جمال الدين محمود بن علي القيصري. قدم القاهرة قديماً، واشتغل بالفنون، ومهر. وولي الحسبة مراراً، ونظر الجيش، وقضاء الحنفية ومشيخة الشيخونية والصرغتمشية، ودرس التفسير بالمنصورية، ودرس الحديث بها. مات في سابع ربيع الأول سنة تسع وتسعين وسبعمائة.
الطرابلسي قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر. تفقه بالسراج الهندي وغيره، وكان فقيهاً مشاركاً في الفنون، عارفاً بالوثائق، خبيراً بالأقضية. وولي القضاء بالقاهرة مرتين، ومات في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وسبعمائة، وقد زاد على السبعين.
الكلستاني بدر الدين محمود بن عبد الله. اشتغل ببلاده، وقدم القاهرة فولى مشيخة الصرغتمشية. وله نظم السراجية في الفرائض وغيره، وكان بارعاً في الفنون. مات سنة إحدى وثمانمائة.
القاضي مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن موسى الكناني البلبيسي. تخرج بمغلطاي والتركماني، ومهر في الفقه والفرائض، وشارك في الأدب، وله تأليف في الفرائض، واختصر الأنساب للرشاطي، وولي قضاء الحنفية بالقاهرة. مات في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة.
الملطي يوسف بن موسى بن محمد بن أحمد. اشتغل بحلب حتى مهر، ثم دخل إلى الديار المصرية، وتفقه على القوام الإتقاني وغيره، وأفتى ودرس، وولي قضاء الحنفية بالقاهرة. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانمائة، وقد قارب الثمانين.
الديري قاضي القضاة شمس الدين محمد بن عبد الله المقدسي وولد بعد سنة أربع وخمسين وسبعمائة، واشتغل وواظب، ومهر في الفنون، وناظر العلماء، واستدعاه المؤيد، فقرره في قضاء الحنفية وفي مشيخة المؤيدة. مات في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وثمانمائة.

(1/157)


قارئ الهداية سراج الدين عمر بن علي. كان في أول أمره خياطاً بالحسينية، ثم اشتغل ومهر في الفقه إلى أن صار المشار إليه في مذهب الحنفية، وكثرت تلامذته والآخذون عنه، وولي مشيخة الشيخونية، ومات في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثمانمائة، وقد نيف على الثمانين.
التفهني قاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي ابن هاشم. قال الحافظ ابن حجر: لازم الاشتغال فمهر في الفقه والعربية والمعاني، واشتهر اسمه وناب في الحكم، ثم قرأ تدريس الصرغتمشية ومشيخة الشيخونية، ثم قضاء الحنفية. ومات - قيل - مسموماً في شوال سنة خمس وثلاثين وثمانمائة.
العيني قاضي القضاة بدر الدين محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود. ولد في رمضان سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وتفقه، واشتغل بالفنون، وبرع ومهر ودخل القاهرة، وولي الحسبة مراراً وقضاء الحنفية، وله تصانيف؛ منها شرح البخاري وشرح الشواهد، وشرح معاني الآثار، وشرح الهداية وشرح الكنز، وشرح المجمع، وشرح درر البحار، وطبقات الحنفية. وغير ذلك. مات في ذي الحجة سنة خمس وخمسين وثمانمائة.
ابن الهمام العلامة كمال الدين محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود السيواسي ثم الكندري. ولد تقريباً سنة تسعين وسبعمائة، وتفقه بالسراج قارئ الهداية وغيره، وتقدم على أقرانه في أنواع العلوم، من الفقه والأصول والنحو والمعاني وغيرها. وكان علامة محققاً جدلياً نظاراً، قرره الأشرف شيخاً في مدرسته، فباشرها مدة ثم تركها. وولي مشيخة الشيخونية ثم تركها أيضاً. وله تصانيف، منها شرح الهداية والتحرير في أصول الفقه. مات في رمضان سنة إحدى وستين وثمانمائة.
قاضي القضاة سعد الدين سعد بن قاضي القضاة شمس الدين الديري. ولد في رجب سنة ثمان وتين وسبعمائة، وأخذ، عن والده وغيره وانتهت إليه رياسة الحنفي في زمانه، وولي مشيخة المؤيدية وقضاء الحنفية. وله تصانيف، منها تكملة شرح الهداية للسروجي. مات سنة سبع وستين وثمانمائة.
شيخنا الشمني الإمام تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ المحدث، كمال الدين محمد بن محمد بن حسن التميمي الداري. قدوة عين الزمان وإنسانها، وواحد عصره في العلوم بحيث خضعت له رجالها وفرسانها، وشجرة المعارف التي طاب أصلها فزكت فروعها وأغصانها، ورياض الآداب التي فاضت ينابيعها وفاحت زهورها وتنوعت أفنائها. إن أخذ في التفسير كل عنده الكشاف واختفى، أو الحديث كان من ألفاظه الغريبة مزيل الخفا، أو الفقه عد للنعمان شقيقاً، أو النحو كان للخليل رفيقاً، أو الكلام فلو رآه النظام اختل نظامه، ولو أدركه صاحب المواقف لقال: أنت في كل موقف مقدمه وإمامه، أو الأصول، ولو جادله السيف لاختفى في غمده، ولقطع له بالإمامة ولم يقطع بحضرته لكلال حده، أو الإمام الفخر لقال: ما لأحد أن يتقدم بين يدي هذا الحبر، وخاطبه لسان حاله: أنت إمام الطائفة، والرازي على فرقة هي عن الحق صادفة، ولا فخر.
ولد بالإسكندرية في رمضان سنة إحدى وثمانمائة، وتلا على الزراتيتي وتفقه بالشيخ يحيى السيرامي، وأخذ النحو عن الشمس الشطنوفي والحديث عن الشيخ ولي الدين العراقي، ولازم البساطي في المعقول، وبرع في الفنون، وسمع الكثير، وأجاز له العراقي والبلقيني والحلاوي والمراغي وغيرهم، وقرأ الفنون، وانتفع به الخلق، وصنف حاشية على المغني، وحاشية على الشفا وشرح النقابة في الفقه، وشرح نظم النخبة لأبيه، وأرفق المسالك لتأدية المناسك. وطلب لقضاء الحنفية فامتنع. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة.
وقلت أرثيه:
رزء عظيم به تستنزل العبر ... وحادث جل فيه الخطب والغير
رزء مصاب جميع المسلمين به ... وقلبهم منه مكلوم ومنكسر
ما فقد شيخ شيوخ المسلمين سوى إنهدام ركن عظيم ليس ينعمر
رزية عظمت بالمسلمين وقد ... عمت وطمت فما للقلب مصطبر
تبكيه عين أولي الإسلام قاطبة ... ويضحك الفاجر المسرور والغمر
من قام بالدين في دنياه مجتهداً ... وقام بالعلم لا يألو ويقتصر
كل العلوم تناغيه وتنشده ... لما قضي: مهلا يأيها البشر
إذ كان في كل علم آية ظهرت ... وما العيان كمن قد جاءه الخبر

(1/158)